للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خيرًا، وإن عمل شرًا أُجزي شرًا (١). هذا معناه في الظاهر.

ثم المفسرون مختلفون في حكم الآية، فروى الوالبي عن ابن عباس أن هذا منسوخ الحكم في هذه الشريعة بقوله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ} [الطور: ٢١] الآية، أدخل الله تعالى الأبناء بصلاح الآباء الجنة (٢)، ورفع درجاتهم وإن لم يستحقوها بأعمالهم، ونحو هذا قال عكرمة: كان ذلك لقوم إبراهيم وموسى، فأما هذه الأمة فلهم ما سعى غيرهم نيابة عنهم (٣)، بدليل حديث المرأة التي قالت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن أبي مات ولم يحج، قال: "فحجي عنه" (٤). وقال العلماء من أصحابنا: هذه الآية تدل على منع النيابة في الطاعات إلا ما قام عليه الدليل كالحج (٥)، وهذا إذا قلنا إنه غير منسوخ الحكم، وعلى ما ذكر الوالبي وعكرمة: الآية منسوخة الحكم في شرعنا.

وقال الحسين بن الفضل (٦): هذا من طريق العدل ليس للإنسان إلا ما سعى ولله أن يتفضل عليه بما يشاء من تضعيف الحسنات (٧).


(١) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٧٦.
(٢) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٤٤، و"الكشف والبيان" ١٢/ ١٦ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٤.
(٣) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ١٦ أ، و"الوسيط" ٤/ ٢٥٣، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٤.
(٤) جزء من حديث متفق عليه، أخرجه البخاري في كتاب الحج، باب: الحج عمن لا يستطيع الثبوت على الراحلة، وباب: حج المرأة عن الرجل ٣/ ٢٣، ومسلم في كتاب: الحج، باب: الحج عن العاجز لزمانة وهرم ونحوهما أو للموت ٢/ ٩٧٤.
(٥) انظر: "الأم" ٢/ ١٠٤، و"الحاوي الكبير" ٤/ ١٧.
(٦) تقدمت ترجمه في سورة البقرة.
(٧) انظر: "الكشف والبيان" ١٢/ ١٧ أ، و"البحر المحيط" ٨/ ١٦٨، و"روح المعاني" =

<<  <  ج: ص:  >  >>