للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والاكثرون قالوا: أقنى قنّع ورضّى بما أعطى الفقير، وهو قول مجاهد، ومقاتل، ورواية عكرمة عن ابن عباس (١)، والقول الأول اختيار أبي عبيدة، والمبرد، وابن الأعرابي، قال أبو عبيدة، والمبرد: أغنى أقوامًا وجعل لهم قنية وهي أصل المال (٢) من أي مال كان.

وقال ابن الأعرابي: أقنى أعطاه ما يدخر بعد الكفاية (٣)، وأبو إساق ذكر القولين (٤)، وهما يرجعان إلى أصل واحد.

قال الليث: يقال: قنيت به، أي: رضيت، وأقنيت لنفسي مالاً، أي: جعلته قنية أرتضيه، وأنشد للمتلمس:

وألقيته بالثّني من جَنْبِ كافرٍ ... كذلك أقْنُو كلَّ قِطّ مُضَلِّلِ (٥)

قال: أقنو بمعنى أرضى. وقال غيره: أقنو ألزم وأحفظ (٦)، فالاقتناء يتردد بين أصلين.

أحدهما: الرضا، وذلك أن الإنسان لا يقتني إلا ما يرتضيه، فعلى هذا أصل القولين الرضا، والآخر: الحفظ واللزوم، ومنه يقال: قنا الحياء، إذا لزمه، ومنه قول الشاعر:


(١) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٠١، و"تفسير مجاهد" ٢/ ٦٣٢، و"تفسير مقاتل" ١٣٢ أ. وفي "صحيح البخاري" قال: ابن عباس: (أغنى وأقنى) أعطى وأرضى، و"كتاب التفسير" سورة النجم ٦/ ١٧٥.
قال ابن حجر: وصله ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة، و"فتح الباري" ٨/ ٦٠٦.
(٢) في (ك): (مال) وانظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٣٨.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" ٩/ ٣١٣، و"اللسان" ٣/ ١٧٧ (قنا).
(٤) انظر: "معاني القرآن" ٥/ ٧٦.
(٥) البيت ورد في "تهذيب اللغة" ٩/ ٣١٢، و"اللسان" ٣/ ١٧٧ (قنا)، و"الخزانة" ٣/ ٢٣، و"المذكر والمؤنث" ص ٤١٦.
(٦) انظر: "تهذيب اللغة" ٩/ ٣١٤ (قنا).

<<  <  ج: ص:  >  >>