للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأقْنَى حياءَك لا أبالَكِ إنني ... في أرض فارس موثقٌ أحوالًا (١)

والقنية ما يلزمها الإنسان ويحفظها. وعلى هذا الأصلان مختلفان. قال الضحاك، والحسن، وقتادة: أغنى في المال وأقنى في الخدم (٢)، وهؤلاء خصوا الاقتناء بإعطاء الخدم.

وأما ما روي عن ابن زيد أنه قال: أغنى أكثر وأقنى أقل (٣)، ولا وجه لقوله أقنى أقل في اللغة، إلا أن يقال: معناه رضي بالفليل كما ذكره الأكثرون فترك ذلك الرضا واقتصر على القلة.

٤٩ - قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى} قال جماعة المفسرين: هي كوكب خلف الجوزاء يقال لها مرزم الجوزاء، وهي الشعرى العبور، وكانت خزاعة تعبدها، فقال الله: أنا رب الشعرى فاعبدوني، وإنما سميت العبور لأنها عبرت المغيرة فقطعت عرضًا وهما الشعرتان، يقال لأحدهما: العبور وللأخرى الغميضاء، وسميت الغميضاء؛ لأن العرب تقول: إن سهيلًا والشعرتين كانت مجتمعة فانحدر سهيل فصار يمانيًا فتبعته الشعرى العبور فعبرت المغيرة وأقامت الغميضاء فبكت لفقد سهيل حتى غمضت عيناها فسميت الغميضاء (٤).


(١) انظر: "اللسان" ٣/ ١٧٧ (قنا) وقال أنشده ابن بري ولم ينسبه لقائل.
(٢) انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٥٤، و"جامع البيان" ٢٧/ ٤٥.
(٣) انظر: "جامع البيان" ٢٧/ ٤٥، وفي "معالم التنزيل" ٤/ ٢٥٦، و"الجامع" للقرطبي ١٧/ ١١٩، نسبه للأخفش وهو قول الحضرمي أيضًا.
وقال ابن كثير معقبًا على هذا القول: وهما بعيدان من حيث اللفظ، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٢٥٩. وقال أبو حيان في "البحر المحيط" ٨/ ١٦٩: وقد تكلم المفسرون على ذلك فقالوا اثني عشر قولًا كقولهم: أغنى نفسه وأفقر خلقه إليه، وكل قول منها لا دليل على تعيينه، فينبغي أن تجعل أمثلة.
(٤) انظر: "الجمهرة" ٢/ ٣٤٢، و"الكفش والبيان" ١٢/ ١٩ أ - ب، قال الآلوسي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>