للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفاشية.

قال أبو عثمان: ومن قرأ (عادًا لولى) فأظهر النون فقد أخطأ؛ لأن النون لا تظهر على اللسان إلا مع حروف الحلق (١).

قال المفسرون: عاد الأولى، قوم هود، وهم أولى عاد أهلكوا بريح صرصر، وكان لهم عقب، وكانوا عادًا الأخرى.

٥١ - قوله تعالى: {وَثَمُودَ} أهلك الله ثمود وهم قوم صالح بالصيحة {فَمَا أَبْقَى} منهم أحدًا.

٥٢ - {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ} أهلك الله قوم نوح من قبل عاد وثمود.

{إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَى} قال ابن عباس وقتادة ومقاتل، وغيرهم: إنما وصف بأنهم كانوا أظلم وأطغى من غيرهم لطول دعوة نوح إياهم، وعتوهم على الله في المعصية والتكذيب، ولم يطل مقام أحد من الأنبياء في دعوة قومه كما طال مقامه (٢)، وقد ذكر الله تعالى ذلك في قوله: {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت: ١٤] وكان الرجل منهم يأخذ ابنه فينطلق به إلى نوح فيقول له: احذر هذا فإنه كذاب، وإن أبي قد مشى بي إلى هذا وأنا مثلك فاحذره فيموت الكبير على الكفر، وينشأ الصغير على وصية أبيه (٣).


= الصرف ولم ترد إلى أصلها. وغار القوم غورًا وغؤورًا، أتوا الغور، وغار في الشيء غؤورً دخل. وغار الماء غؤورًا. ذهب في الأرض. انظر: "تهذيب اللغة" ٨/ ١٨٠، و"اللسان" ٢/ ١٠٢٦ (غور).
(١) من قوله: قال أبو عثمان. إلى هنا: نقله من كتاب "الحجة" لأبي علي مع تصرف يسير. انظر: "الحجة" ٦/ ٢٣٧ - ٢٤٠، و"البغداديات" ص ١٩٠ - ١٩٤.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ١٣٢ أ، و"تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٥٤، و"جامع البيان" ٢٧/ ٤٦.
(٣) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٢٠، و "الدر" ٦/ ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>