للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وادْهامَّ ادْهيمامًا، وقال الليث: ادْهامَّ الزرع إذا علاه السواد رِيًّا (١).

قال ابن عباس: شديد الخضرة إلى السواد (٢).

وقال الكلبي: خضراوان قد علاهما سواد من شدة الخضرة والري (٣)، وهذا معنى قول الجميع، والأصل في ذلك أن الخضرة إذا اشتدت ضربت إلى السواد، وسميت العرب الأخضر أسود والأسود أخضر، قال ابن الأعرابي: الخضرة عند العرب سواد، وأنشد القطامي:

يا ناق خُبِي خَبَبَاَ زِوَرَّا ... عارضي الليلَ إذا ما اخْضَرَّا

ومنه قيل لليل المظلم أخضر، قال ذو الرمة:

في ظِلّ أخضر يَدْعُو هامَة البُومُ (٤)

ومن هذا يقال أباد الله خضراءهم أي سوادهم هذا في الأسود الذي وصف بالخضر، وأما الأخضر الذي وصف بالسواد فهو قول ذي الرمة أنشده ابن قتيبة في تفسير هذه الآية يصف غيثًا:

كسا الأكم بهمى غَضَّةَ حَبَشِيَّةً ... توامًا ونُقعانُ الظَّهورِ الأقارعِ (٥)


(١) انظر: "تهذيب اللغة" ٦/ ٢٢٤، و"اللسان" ١/ ١٠٢٦ (دهم).
(٢) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" ١٧/ ١٨٤.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ٥/ ٣٢٥، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٧٦.
(٤) وصدره:
قد أعْسِفً النازحَ المجهولَ مَعْسِفُهُ
وانظر: "الديوان" ١/ ٤٠١، و"الحيوان" ٦/ ١٧٥، و"تهذيب اللغة" (خضر).
والعسف: ركوب الأمر بلا تدبير ولا روية ٧/ ٩٩ ورواية الديوان:
في ظل أعصف يدعو هامهُ اليوم
(٥) البيت في "ديوانه"، و"اللسان" ٣/ ٦٦ (قزع).
والبُهمى: نبت تجد به الغنم وجدًا شديدًا ما دام أخضر، والقعان: جمع (نقع) وهو مجتمع الماء. والظهور القوارع: الأراضي المرتفعة الشديدة الصلبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>