للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطوسي (١) الذي وزر لألب أرسلان وابنه من بعده.

وفي عام (٤٦٥) قُتل ألب أرسلان، وخلفه ابنه مَلكشاه (٢) الذي اتسع ملكه اتساعاً عظيماً، ودام ملكه عشرين عاماً، وخطب له من حدود الصين إلى آخر الشام، ومن أقاصي بلاد الإسلام في الشمال إلى آخر بلاد اليمن، وحمل إليه الروم الجزية .... وانقضت أيامه على أمن عام وسكون شامل.

وفي عام (٤٨٥) مات ملكشاه، ووهن بموته أمر السلاجقة، "وانحلت الدولة، ووقع السيف" (٣).

[وقفة تأمل]

عند التأمل في هذه الصراعات السياسية والتقلبات الواضحة سواء على المحيط العام، أو محيط نيسابور، بشكل خاص، لا نرى أثراً واضحاً على حياة الناس الخاصة، ولذا نجد أن المؤلف عاش غالب أيام شبابه في عهد محمود الغزنوي، السلطان الذي اشتهر بعدله وفضله وقوته وحبه للعلم


(١) ولد بطوس عام ٤٠٨ حفظ القرآن وله إحدى عشرة سنة، واشتغل بالعلوم حتى حصل طرفاً صالحاً، وكان شافعياً أشعرياً، تنقلت به الأحوال في الكتابة والدواوين، حتى وزر لألب أرسلان، ثم لابنه ٢٩ سنة، وكان سائساً خبيراً متديناً، عامر المجلس بالعلماء، خفف المظالم، ورفق بالرعية، وبنى كثيراً من المدارس والوقوف، وكانت تسمى المدارس النظامية، قتل سنة ٤٨٥ على يد أحد الباطنية. ينظر: "المنتظم" ٩/ ٦٤ - ٦٨ و"الكامل" ٨/ ١٦٢ و"سير أعلام النبلاء" ١٩/ ٩٤.
(٢) هو أبو الفتح جلال الدولة بن السلطان ألب أرسلان، كان حسن السيرة محسناً إلى الرعية، وكان يلقب بالسلطان العادل توفي سنة ٤٨٥، وقيل: إنه مات مسموماً. ينظر: "المنتظم" ٩/ ٦٩ - ٧٤ و"الكامل" ٨/ ١٦٣ و"سير أعلام النبلاء" ١٩/ ٥٤ و"البداية والنهاية" ١٢/ ١٤٢.
(٣) ينظر: "الكامل" ٨/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>