للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المعنى: انتظرهم انتظارًا مثل انتظار الضحي ويجي فعلت وافتعلت بمعنى كثيرًا كقولهم: شريت واشتريت وحفرت واحتفرت (١).

وقرأ حمزة {أنْظِرُونَا} بقطع الألف (٢) من الإنظار: قال أبو عبيد: التي تختارها هي الأولى (٣)؛ لأن تأويلها: انتظرونا، وأما الأخرى: فإنما هي من التأخير ولا أعرب للتأخير هاهنا موضعاً (٤) فأبطل هذه القراءة.

قال أبو إسحاق: {انْظُرُونَا} بقطع الألف معناه: انتظرونا أيضًا، وأنشد بيت عمرو بن كلثوم (٥):

أبا هند فلا تعجل علينا ... وأنظرنا نخبرك اليقينا

وقال أبو علي: وقد يكون أنظرتُ في معنى انتظرت بقولك: أنظرني التنفيس الذي يطلب بالانتظار من ذلك قوله:

وأنظرنا نخبرك اليقينا

ومن ذلك قوله تعالى: {أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [الأعراف: ١٤] إنما هو طلب الإمهال والتسويف، فالمطلوب بقوله: وأنظرنا: تسويف، وكذلك


(١) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٦/ ٢٧٢، وأشهر السفار: أي مضى عليهم شهر.
(٢) قرأ حمزة (أَنْظِرُونَا) بقطع الهمزة مفتوحة وكسر الظاء، وقرأ الباقون (انظُرُونَا) بوصل الهمزة وضم الظاء. انظر: "النشر" ٢/ ٣٨٤، و"الإتحاف" ص ٤١٠.
(٣) أي قراءة الجمهور.
(٤) قلت: وإذا ثبتت القراءة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-كما هنا فلا عبرة بما قال غيره، وعدم معرفة أبي عبيد -رحمه الله - لهذا المعنى في القراءة لا يطعن في صحة القراءة وقوتها ولا يقلل من قدره رحمه الله، ومعرفة غيره من علماء اللغة لهذا المعنى تشهد لصحة القراءة لغة وقد صحت سندًا، والله أعلم.
(٥) البيت من معلقة عمرو بن هند. انظر: "شرح المعلقات السبع" للزوزني ص ٩٨، و"الخزانة" ٣/ ٦٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>