للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

طوريون أي: وحشيون، يحيدون عن القرى حذار الوباء والتلف، كأنهم نسبوا إلى الطور وهو جبل بالشام.

وقال الفراء في قوله تعالى: {وَالطُّورِ} [الطور: ١] قال: هو الجبل الذي بمدين، كلم الله عليه موسى (١).

قال المفسرون: إن موسى لما أتاهم بالتوراة فرأوها وما فيها من التغليظ كبر ذلك عليهم وأبوا أن يقبلوا ذلك، فأمر الله جبلًا من جبال فلسطين فانقلع من أصله حتى قام على رؤوسهم مثل الظلة، وكان العسكر فرسخا في فرسخ والجبل كذلك، وأوحى الله إلى موسى إن قبلوا التوراة وإلا رضختهم بهذا الجبل، فلما رأوا ذلك وأن لا مهرب لهم، قبلوا ما فيها وسجدوا من الفزع، وجعلوا يلاحظون الجبل وهم سجود، فمن أجل ذلك يسجد اليهود على أنصاف وجوههم، فهذا معنى أخذ الميثاق في حال رفع الجبل فوقهم (٢)، لأن في هذه الحالة قيل لهم: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} [وكان فيما آتاهم الله تعالى الإيمان بمحمد (٣) - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} [(٤) أي: وقلنا لكم خذوا (٥)،


(١) في (ب): (موسى عليه). كلام الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٩١.
(٢) "تفسير الثعلبي" ١/ ٨٠ ب، "تفسير أبي الليث" ١/ ٣٧٧، وانظر. "الطبري" ١/ ٣٢٤، "ابن عطية" ١/ ٢٤٨، "القرطبي" ١/ ٣٧٢، "البحر المحيط" ١/ ٢٤٣.
(٣) في (ب): (لمحمد).
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من (ج).
(٥) نسب الطبري هذا القول لبعض نحوي أهل البصرة، قال: وقال بعض نحوي أهل الكوفة: أخذ الميثاق قول، فلا حاجة إلى إضمار قول، ورجَّح هذا في "تفسيره" ١/ ٣٢٦، وانظر: "البحر المحيط" ١/ ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>