للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو عبيدة وابن كيسان (١): نون فاتحة السورة كسائر الفواتح (٢).

وقال المبرد: (ن) اسم الحرف المعروف من حروف الهجاء نحو (ق) و (م). وهذا هو الأشبه؛ لأنه لو كان للسمكة لكان معربًا غير ساكن الآخر (٣)؛ لأنه اسم لمسمى (٤)، وحروف المعجم إنما هي موضوعة على الوقف، ولذلك يلتقي في أواخرها ساكنان؛ هذا كلامه. وقد اختار قول من قال: إنه من حروف المعجم لافتتاح السورة، والمراد به آخر حروف الرحمن لبنائه على السكون. والقول ما قال (٥).


(١) في (س): (وابن كيسان) زيادة.
(٢) انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٦٤.
(٣) في (ك): (الأخير).
(٤) في (ك): (المسمى).
(٥) انظر: "التفسير الكبير" ٣٠/ ٧٧، وفي "العظمة" ٢/ ٥٣٢ قال المحقق: ولم يصح في ذلك شيء مرفوع عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإنما روى بعض الصحابة ومن بعدهم.
قلت: ورد في الحروف المقطعة نقول لا تسلم سندًا، وآراء لا تسلم اجتهادًا. والأسلم فيها السكوت عن التعرض لمعناها من غير مستند شرعي، وتفويض أمرها إلى الله، والقول بكل تواضع: الله أعلم. وبهذا قال كثير من سلف الأمة رحمهم الله جميعًا.
وقال الشوكاني -رحمه الله- بعد التحقيق في هذه المسألة، والذي أراه لنفسي ولكل من أحب السلامة، واقتدى بسلف الأمة أن لا يتكلم بشيء من ذلك، مع الاعتراف بأن في إنزالها حكمة لله -عز وجل- لا تبلغها عقولنا، ولا تهتدي إليه أفهامنا، وإذا انتهت إلى السلامة في مدارك فلا تجاوزه. انظر: "فتح القدير" ١/ ٣٥.
وانظر: "لباب التأويل" ١/ ١٩، و"روح المعاني" ١/ ٣٥، و"الإسرائيليات" لأبي شهبة ٣٠٥ - ٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>