للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمل الفعل نحو: صاحب، ودَرٍّ (١) في قولك: لله دَرُّك، فإن لم يعمل هذا النحو الذي هو اسمُ فاعل، أو مصدر عمل الفعل من حيث جرى مجرى الأسماء، فأن لا يعمل الاسم المعرفة عمله أولى. ويدلك على تعرف هذا الاسم وكونه علماً أن التنوين لم تلحقه، فإذا كان كذلك لم تنتصب الحال عنه، فإن جعلتها مع تعريفها قد صارت معروفة بشدة التلظي، جاز أن تنصبه بهذا المعنى الحادثِ في العَلَم، وإن علّقت (نزاعة) بفعل مضمر نحو: أعنيها نزاعة للشوى لم يمتنع) (٢).

والشوى: الأطراف، وهي: اليدان (٣)، والرجلان، ومنه قول امرئ القيس:

سليم الشظى (٤) عَبْلِ الشَّوَى شَنِجِ النَّسا (٥) (٦)


(١) الدر: العمل من خير وشر، ومنه قولهم: لله دَرُّك، يكون مدحًا، ويكون ذمًّا. انظر "تهذيب اللغة" ١٤/ ٦١، مادة: (درر).
(٢) ما بين القوسين من قول أبي علي؛ نقله عنه باختصار. "الحجة" ٦/ ٣١٩ - ٣٢٠.
(٣) بياض في: (ع).
(٤) في (ع): (الشظا).
(٥) في (ع): (شيخ النسا وعبل الشوى) تقديم وتأخير.
(٦) هذا صدر بيت، وعجزه:
لَه حَجَبَاتٌ مُشرِفاتٌ على الفالي
وقد ورد البيت في: "ديوانه" ١٤٣، دار صادر، و"الأضداد" لابن الأنباري: ٢٣٠، و"الكشف والبيان" ١٢: ١٨٤/ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٨/ ٢٨٩. ومعناه: الشظى: عظم لاصق بالذراع. الشوى: اليدان والرجلان، الشنج: الصلب، النسا: عرق في الفخذ، الحجبات: رؤوس عظام الوركين. الفالي: اللحم الذي على الورك، وأصله الفائل. كما ورد الشطر الأول من البيت منسوبًا لدريد بن الصمة في شعر يرثي به عبد الله أخاه، وقد قتلته بنو عبس، قال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>