للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الفراء (١)، وابن قتيبة (٢): أي شهابًا قد أرصد له ليرجم به.

وعلى هذا الرصد من نعت الشهاب، وهو فَعَل بمعنى مفعول، كالنَّفَضِ والخيط.

روى عبد الرزاق عن مَعمر قال: قلت للزهري: أكان يُرمى بالنجوم في الجاهلية، قال: نعم، قلت: أفرأيت قوله: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ} الآية، فقال: غلظت، وشدد أمرهَا حين بُعث النبي -صلى الله عليه وسلم- (٣).

وروي أيضًا مرفوعًا ما يدل على هذا، وهو ما روي عن ابن عباس أنَّه قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في نفر من الأنصار إذ رمي بنجم، فقال: "ما كنتم تقولون في مثل هذا في الجاهلية؟ " فقالوا (٤): كنا نقول يموت عظيم، أو يولد (٥) عظيم (٦) الحديث.


= (رصد). وفي "الصحاح" الراصد للشيء: المراقب له، والرَّصَدُ: القوم يَرصدون كالحرس. ٢/ ٤٧٤ مادة: (رصد).
(١) "معاني القرآن" ٣/ ١٩٣ بنصه.
(٢) "تفسير غريب القرآن" ٤٨٩.
(٣) "تأويل مشكل القرآن" ٤٢٩، و"بحر العلوم" ٣/ ٤١٢، و"الكشاف" ٤/ ١٤٧، و"الجامع" للقرطبي ١٢/ ١٩، و"فتح القدير" ٥/ ٣٠٥ - ٣٠٦، و"الكشاف" ٢٩/ ٨٧.
(٤) في (أ): فقال.
(٥) غير واضحة في: (أ).
(٦) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" ٤/ ١٧٥٠: ح ١٢٤، كتاب السلام: باب ٣٥، تحريم الكهانة وإتيان الكهان، ونص الحديث كما هو عنده: "عن ابن شهاب حدثني علي بن حسين أن عبد الله بن عباس قال: أخبرني رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنصار أنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رمي بنجم فاستنار، فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ماذا كنتم تقولون في الجاهلية إذا رُمي بمثل هذا؟ " قالوا: الله ورسوله اعلم، كنا نقول. وُلِدَ الليلة رجل عظيم، ومات رجل عظيم. فقال =

<<  <  ج: ص:  >  >>