للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن قتيبة: وهذا يدل (١) على أن الرجم قد كان قبل مَبْعثه ولكنه لم يكن مثله في شدة الحراسة بعد مبعثه، وكانت تسترق في بعض الأحوال، فلما بُعث منعت من ذلك أصلًا. وعلى هذا وجدنا الشعر القديم، قال بِشر ابن أبي خازم، وهو جاهلي:

والعَيْرُ يُرْهِقُها الغُبِارُ وجَحْشُها ... يَنْقَضُّ خَلْفَها انْقِضَاضَ الكَوْكَبِ (٢)

وقال أوس بن حجر، جاهلي:

فانْقَضَّ (٣) كالدُّرِّي يَتْبَعُه ... نَقْعٌ يَثُورُ تَخَالُهُ طُنُبا (٤) (٥)


= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "فإنها لا يُرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا تبارك وتعالى اسمه إذا قضى أمرًا سبح حملة العرش" .. الحديث.
كما أخرجه الترمذي في "سننه" ٥/ ٣٦٢: ح ٣٢٢٤، كتاب التفسير، ومن سورة سبأ: ٣٥، قال أبو عيسى: (هذا حديث حسن صحيح).
وما أورده الإمام الواحدي فنقلًا عن "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة: ٤٣٠.
(١) وردت في "تأويل مشكل القرآن" المطبوع بلفظ: (لِنَدُلَّ).
(٢) ورد البيت في "ديوانه" ٣٧، و"كتاب المعاني الكبير" ٢/ ٧٣٩، و"الحيوان": لأبي عثمان الجاحظ: ٦/ ٢٧٣، برواية (الخبار) بدلًا من (الغبار)، و (خلفهما) بدلًا من (خلفها)، و"الكشاف" ٢٩/ ٨٧ برواية: (خلفهما).
معنى البيت: الخبار: أرض لينة رخوة تسوخ فيها القوائم. شبه الجحش بالكوكب المنقضّ في سرعته وبياضه. "ديوانه": ٣٧. حاشية.
(٣) وانقض: هكذا وردت عند ابن قتيبة في التأويل.
(٤) ورد البيت في ديوانه: ٣، برواية: (وانقض)، و"الحيوان" ٦/ ٢٧٤، "كتاب المعاني الكبير" ٢/ ٧٣٩، و"النكت والعيون" ٦/ ١١٢، و"التفسير الكبير" ٣/ ١٥٧، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٣٨١، وعزاه إلى عوف بن الجزع، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٢/ ١٩، و"الكشاف" ٢٩/ ٨٧ (وانقض).
ويراد بالنقع: الغبار الساطع. الدريّ: الكوكب المنقض يدرأ على الشيطان. تخاله طنبًا: يريد تخاله فسطاطًا مضروبًا. ديوانه: ٣ حاشية.
(٥) ما بين القوسين من قول ابن قتيبة؛ نقله عنه الواحدي بتصرف يسير جدًّا. انظر: =

<<  <  ج: ص:  >  >>