للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسار ابنه السلطان مسعود سيرته (١).

وكانت الدولة السلجوقية مشهورة بتكريم العلماء ومحبتهم، حتى "أصبح كل واحد من العلماء بفضل تشجيع سلطان من سلاطين السلاجقة محطَّاً لأنظار العالمين" (٢).

وأما الوزير نظام الملك، فقد كان عالماً مغرماً بالعلم وأهله، وقد بقيت جهوده وآثاره في ذلك شامة في جبين التاريخ الإسلامي، يقول أبو الوفاء بن عقيل (٣) في الثناء عليه: "بنى المدارس، ووقَّف الوقوف، ونَعَش من العلم وأهله ما كان خاملاً مهملاً في أيام من قبله" (٤) ويصفه العماد الأصفهاني (٥) قائلاً: "ولم يزل بابه مجمعَ الفضلاء وملجأ العلماء، وكان نافذاً بصيراً ينقب عن أحوال كل منهم، ويسأل عن تصرفاته وخبرته ومعرفته، فمن تفرس فيه صلاحية الولاية ولاّه، ومن رآه مستحقاً لرفع قدره رفعه وأعلاه، ومن رأى الانتفاع بعلمه أغناه، ورتب له من جدواه حتى


(١) ينظر: "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١٧/ ٤٩٥، و"البداية والنهاية" ١٢/ ٢٨.
(٢) "راحة الصدور وآية السرور في تاريخ الدولة السلجوقية" للراوندي ص ٧٢.
(٣) علي بن عقيل بن محمد بن عقيل البغدادي أبو الوفاء، شيخ الحنابلة في زمانه ببغداد عالم متقن ولد سنة ٤٣١، وله مصنفات أكبرها كتاب "الفنون"، قال الذهبي: لم يصنف في الدنيا أكبر منه، وله كتاب الجدل على طريقة الفقهاء، توفي سنة (٥١٣). ينظر: "شذرات الذهب" ٤/ ٣٥ و"الذيل على طبقات الحنابلة" ١/ ١٧١.
(٤) "المنتخب" ص ١٤٦.
(٥) محمد بن محمد صفي الدين ابن نفيس الدين حامد بن ألُهْ، أبو عبد الله عماد الدين الكاتب الأصبهاني، عالم بالأدب من كبار الكتاب ولد في أصبهان سنة ٥١٩، له كتب كثير، وله ديوان رسائل وديوان شعر، توفي سنة ٥٩٧. ينظر: "وفيات الأعيان" ٢/ ٧٤، "مرآة الزمان" ٨/ ٥٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>