للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و {السَّرَائِرُ}: أعمال بني آدم من الخير والشر، فرائضه التي أوجبت عليه، وهي سرائر بين الله والعبد، فتختبر تلك يوم القيامة حتى يظهر خيرها من شرها، ومؤديها عن مضيعها، وهذا معنى قول ابن عمر: "يبدي الله يوم القيامة كل سر، فيكون زينًا في الوجوه، وشينًا في الوجوه"، يعني من أداها كان وجهه مشرقًا، ومن ضيعها كان وجهه أغبر (١).

وقال أهل المعاني (٢): معنى {تُبْلَى السَّرَائِرُ} تختبر بإظهارها، وإظهارها موجبها، ففي الطاعة الحمد والثواب، وفي المعصية الذم والعقاب، وهذا كقوله: {وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: ٣١] أي نكشفها ونظهرها، وقد مر (٣).

١٠ - قوله تعالى {فَمَا لَهُ} (٤) (أي لهذا الإنسان المنكر للبعث من قوة يمتنع بها من عذاب الله) (٥).

{وَلَا نَاصِرٍ}. (ينصره من الله) (٦).

ومعنى نفي القوة والناصر هو العامل في قوله: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} على


(١) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٧٤، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٣٣.
(٢) لم أعثر على مصدر لقولهم.
(٣) ومما جاء في تفسير قوله تعالى: {وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} محمد: ٣١: "قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد ليظهر ما تسرون، وقال في رواية الكلبي: يظهر نفاقكم للمؤمنين، ومعنى الآية: حتى نعلم المجاهدين، وحتى تكشف أخباركم وتظهر ويجوز أن يوضع البلو موضع الكشف؛ لأن القصد بالبلو: الكشف والإظهار، فجاز أن يفسر بما يؤول إليه".
(٤) {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ}
(٥) ما بين القوسين في قول الثعلبي في "الكشف والبيان" ج: ١٣: ٧٥/ أ.
(٦) ما بين القوسين من قول الثعلبي: المرجع السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>