للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأخفيت مَا بي من رفيقي فإنه ... لذو حسب عالي رفيع وذو حِجرِ (١) (٢)

قال الفراء: والعرب تقول: إنه لذو حجر إذا كان قاهرًا لنفسه، ضابطًا لها، كأنه أُخذ من قولهم: حجرت على الرجل (٣).

وعلى هذا سمي العقل حَجَرًا؛ لأنه يمنع من القبيح، من الحَجْر، وهو المنع من الشيء بالتضييق فيه (٤).

ومعنى "هل" هَاهنا التأكيد (٥)، كما قال ابن عباس: يريد: إن في ذلك قسمًا لذي لب وعقل (٦).

والمعنى: إن من كان ذا لب عَلِم أن ما أقسم الله (به) (٧) من هذه الأشياء فيه عجائب ودلائل على صنع الله وقدرته وتوحيده، فهو حقيق بأن يقسم به لدلالته على خالقه ومدبره بالحكمة، وجواب القسم قوله: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: ١٤].


(١) ورد البيت في: ديوانه: تح: عبد القدوس أبو صالح ١/ ٩٤٣ برواية. وأخفيت شوقي من رفيقي وإنه لذو نسب دان إلى وذو حِجْرِ
مادة (حجر) في "لسان العرب" ٤/ ١٧، "تاج العروس" ٣/ ١٣٥. برواية: من صديقي: وإنه لذو نسب دان إلى وذو حجر.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٠.
(٤) بمعناه جاء عن الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٥ أ.
(٥) وبه قال الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢١.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، ومعنى قوله إن "هل" في موضع جواب القسم، وهذا القول باطل لأنه لا يصلح أن يكون مقسمًا عليه على تقدير تسليم أن التركيب هكذا. قاله السمين الحلبيفي: "الدر المصون" ٦/ ٥١٧.
(٧) ساقطة من النسختين، وأثبت ما جاء في "الوسيط" ٤/ ٤٨١ إذ به يستقيم الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>