للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجوع. (كما ذكر عطاء عن ابن عباس (١)، وهذا قول أكثر المفسرين (٢)) (٣)

وقال مقاتل: شق عليهم الاختلاف إلى الناحيتين في الشتاء والصيف، فقذف الله في قلوب الحبشة أن يحملوا الطعام في السفن إلى مكة، فحملوه، وجعل أهل مكة يخرجون إليهم بالإبل، والخمر فيشترون طعامهم من "جدة" (٤) على مسيرة ليلتين، وتتابع ذلك عليهم فكفاهم الله مؤنة الرحلتين (٥).

وقال الكلبي: هذا الإطعام هو أنهم لما كذبوا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- دعا عليهم فقال: "اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف".

فاشتد عليهم القحط، وأصابهم الجهد، فقالوا: يا محمد ادع الله لنا، فإنا مؤمنون، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخصبت تبَالَة (٦)،


(١) انظر: "التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٨، و"زاد المسير" ٨/ ٣١٥.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) "تفسير مقاتل" ٢٥٣ ب.
(٤) جُدَّة: ساحل مكة، سُميت بذلك لأنها حاضرة البحر، والجُدَّ من البحر والنهر ما ولي البر، وأصل الجدة الطريق الممتد، وهي الآن ميناء بالمملكة العربية السعودية تطل على البحر الأحمر، وتعتبر المنفذ البحري لمكة، ينسب تأسيسها إلى الخليفة الثالث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- انظر: "معجم ما استعجم من البلاد والمواضع" ١/ ٣٧١، و"القاموس الإسلامي" ١/ ٥٨٥.
(٥) "التفسير الكبير" ٣٢/ ١٠٨، وورد بمعناه من غير نسبه في: "النكت والعيون" ٦/ ٣٤٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٠٩.
(٦) كلمة (تبالة) ساقطة من (أ)، وتَبَالَة: وهي بلدة صغيرة من اليمن، أسلم أهلها من غير حرب وكان فتحها في سنة ١٠ هـ انظر: "معجم ما استعجم من البلاد والمواضع" ١/ ٣٠١، و"معجم البلدان" ٢/ ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>