للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فالله عليم بالظالمين وغيرهم (١).

وفي هذه الآية أبيَن دلالة عَلَى صدق نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لأنه أخبر عن الله أنهم لا يتمنون الموت، وقالي: "لو تمنوا الموت لغصَّ كلُّ إنسانٍ بريقه، وما بقي على وجه الأرض يهودي إلاّ مَاتَ" (٢)، ثمَّ لم يَرَوا مَعَ حرصهم على تكذيبه أن أحدا أتاه، وقال: يا محمد، أنا أشتهي الموت وأتمناه؛ لأنهم علموا أنهم لو تمنوا الموت لَم يَبقَ منهم صغير ولا كبير إلّا مات، فكان إحجامهم عن ذكر الموت دليلًا على عنادهم الحق وتكذيب من يعرفون صِدقه، ويعلمون صحَّة نبوَّته - صلى الله عليه وسلم - (٣).


(١) من "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٧٧.
(٢) الحديث بهذا اللفظ ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠٣٧ عن ابن عباس مرفوعًا وأخرج البيهقي في دلائل النبوة ٦/ ٢٧٤ من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مرفوعًا، وفيه: "لا يقولها رجل منكم الا غص بريقه فمات مكانه" وفي السند الكلبي. وأخرج أحمد ١/ ٢٤٨ وأبو يعلى ١/ ٤٢٤ - ٤٢٥، الطبري في تفسيره ٢/ ٣٦٢ من طريق عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا: وفيه: "ولو أن اليهود تمنوا الموت لماتوا، ورأوا مقاعدهم من النار" قال الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/ ٢٢٨: في الصحيح طرف من أدلة، رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله الصحيح. وقال أيضًا ٦/ ٣١٤: هو الصحيح بغير سياقه، رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح وأصله كما قال في البخاري (٤٩٥٨) كتاب التفسير باب: {كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} والترمذي كتاب التفسير باب من سورة اقرأ باسم ربك برقم (٣٣٤٨) وأحمد ١/ ٣٦٨ وليس فيه: ولو أن اليهود ... وأخرج الطبري في تفسيره، ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٨٤ عن ابن عباس موقوفًا: لو تمنوا الموت لشرق أحدهم بريقه. وأخرجا عن عكرمة نحوه، وأورد ابن كثير في تفسيره هذه الموقوفات عن ابن عباس ص ١١٥ وصحح أسانيدها إليه.
(٣) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٧٦، "تفسير الطبري" ١/ ٤٢٤ - ٤٢٥، "البحر المحيط" ١/ ٣١٠ - ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>