للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لاسم يكون ناصبًا (١). وهكذا اللام في قولك: جاء زيد ليضربك، معناه: لأن يضربك؛ لأن اللام خافضة للاسم، فلا تكون ناصبَةً لفعل، ولا يجوز إظهار (أن) مع هذه اللام. ويجوز رفع الفعل بعد (حتى) إذا حَسُن فيه الماضي، نحو قولك: تعلمت حتى أجيب في كل شيء، وسنذكر هذا عند قوله: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ} [البقرة: ٢١٤]، إن شاء الله.

وقوله تعالى: {مِلَّتَهُم} قال ابن عباس: دينهم (٢).

وكذلك قال أهل اللغة، قالوا: وإنما سُمَيَ الدينُ ملّةً؛ لأنه يُمَلُّ، أي: يُملَى على المدعوِّ إليه، وأملّ وأملَى بمعنى واحد (٣)، لكن الملة بنيت (٤) على الأصل، وهو الثلاثي. وقيل: الملّة فِعْلةٌ من مَلَّه يمُلّه، إذا ألقاه في الرماد الحار، جُعِلَتْ اسمًا للدين؛ لما فيه من مشاق تخرج عن قضية (٥) الهوى ورسم النفس، ويُقْلِق ويُحرقُ (٦) (٧). والزجاج ذكر فيها وجهًا آخر، وهو أنه قال: الملّة بمعنى السنّة والطريقة قال: ومن هذا سُمّيت المَلَّة؛ لأنها تؤثر (في مكانها كما يؤثر) (٨) في الطريق بالسلوك فيه (٩)، فجعل المَلَّة


(١) ينظر تفصيل حتى وأوجهها في: "مغني اللبيب" ١/ ١٢٢ - ١٣١، ومعظم النص منقول من "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٠١ - ٢٠٢.
(٢) أخرجه الثعلبي في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" ١/ ٢٠٩.
(٣) زيادة من (م).
(٤) في (ش) كأنها: (ثنيت).
(٥) في (ش): (قصة).
(٦) في (ش): (تعلق وتحرق).
(٧) ينظر: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٤٥١، "تفسير الثعلبي" ١/ ١١٤٧، "اللسان" ٧/ ٤٢٧١.
(٨) ساقط من (ش).
(٩) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٠٢ وعبارته: ومن هذه المَلَّة، أي: الموضع الذي =

<<  <  ج: ص:  >  >>