للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنشد أيضًا:

أظُلَيْمُ إن مُصَابَكمْ رَجُلًا ... أهدى السلامَ تحيةً ظُلْمُ (١)

ومعنى المصيبة: هي التي تصيب بالنكبة، ولا يقال فيما يصيب بخير: مصيبة (٢)، وياؤها منقلبة عن واو، هي عين الفعل.

فأما جمعها: فحكى سيبويه: أن بعضهم قال في جمع مصيبة: مصائب فهمز، وهو غلط، وإنما هو مُفْعِلَة فتوهموها فَعِيلَة.

قال: ومنهم من يقول: مصاوب، فجيء به عن الأصل والقياس. هذا كلامه (٣)، ومثل هذا الغلط في جمع مصيبة على مصائب بالهمزة: قراءة من قرأ (معائش) بالهمز، وقد شرحنا ذلك مستقصى.

قال أبو علي الفارسي: قول سيبويه: وتوهموها فعيلة، أي: توهموا


(١) البيت للحارث بن خالد المخزومي في "ديوانه" ص ٩١، "الاشتقاق" ص ٩٩، و ١٥١، "الأغاني" ٩/ ٢٢٥، "خزانة الأدب" ١/ ٤٥٤، "إنباه الرواة" ١/ ٢٤٩، "اللسان" ٤/ ٢٥١٩، (صوب) "المقاصد النحوية" ٣/ ٥٠٢، "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية" ٧/ ١٩٠.
وظليم: ترخيم ظليمة، ويروى: أظلوم، وظليم: هي أم عمران زوجة عبد الله بن مطيع وكان الحارث يُنْسب بها، ولما مات زوجها تزوجها.
ورجلًا منصوب بمصاب، يعني: إن إصابتكم رجلًا، وظُلْمُ: خبر إن.
(٢) ينظر: "البحر المحيط" ١/ ٤٥١.
(٣) بمعناه من "الكتاب" لسيبويه ١/ ٣٥٦، وقال الزجاج فيما نقله الأزهري في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٩٥٦ "صاب": أجمع النحويون على أن حكوا مصائب في جمع: مصيبة، بالهمز، وأجمعوا على أن الاختيار: مصاوب، ومصائب عندهم بالهمز من الشاذ، قال: وهذا عندي إنما هو بدل من الواو المكسورة، كما قالوا: وسادة وإسادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>