للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكر له ضرب من الوعيد لم يكن مثل أن يبهم (١) عليه؛ لأنه يوطّن نفسه على ذلك المذكور، ومن وطّن نفسه على شيء لم يصعب عليه صعوبتَه على من لم يوطنْ عليه نفسَه. وذكرنا شواهد هذه المسألة في سورة الأنعام، عند قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا} [الأنعام: ٢٧]، (٢).

وكثر اختلافُ القُرّاء (٣) في هذه الآية، فقرأ حمزة والكسائي وعاصم وأبو عمرو وابن كثير: (ولو يَرَى) بالياء، {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ}، {وَأَنَّ اللَّهَ} بالفتح فيهما (٤).

والمراد بالرؤية هاهنا: رؤية العين المتعدية إلى مفعول واحد، والفعل في هذه القراءة (٥) مسند إلى الذين ظلموا، و (الذين ظلموا): هم الذين


(١) في (ش): (يتهم)، وفي (أ)، (م): غير منقطة ولا واضحة.
(٢) ينظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٩٧، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٣٩، و "تفسير الطبري" ٢/ ٦٧، "التبيان" للعكبري ص ١٠٥، "البحر المحيط" ١/ ٤٧١، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٣١٨.
(٣) ينظر في توجيه القراءات في الآية: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٩٧، "تفسير الطبري" ٢/ ٦٧ - ٦٩، "التبيان" ص ١٠٥ - ١٠٦، "البحر المحيط" ١/ ٤٧١، "الحجة" ٢/ ٢٥٨.
(٤) ينظر: "السبعة" ص ١٧٣ - ١٧٤، "النشر" ٢/ ٢٢٤، "الحجة" ٢/ ٢٥٨، قال في "النشر": واختلفوا في {وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ} فقرأ نافع وابن عامر ويعقوب بالخطاب، واختلف عن ابن وردان عن أبي جعفر، فروى ابن شبيب عن الفضل من طريق النهرواني عنه بالخطاب، وقرأ الباقون بالغيب. واختلفوا في {يَرَوْنَ الْعَذَابَ} فقرأ ابن عامر بضم الياء، وقرأ الباقون بفتحها. واختلفوا في {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} فقرأ أبو جعفر ويعقوب بكسر الهمزة فيهما. وقرأ الباقون بفتح الهمزة فيهما.
(٥) في (ش): (الآية).

<<  <  ج: ص:  >  >>