للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رأيتك دخلت فدخلت على إثرك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني أحمس" (١)، يعني: قرشي، وكانت قريش لا تفعل ذلك، قال الرجل: فإن كنت أحمس فإني أحمس (٢) ديننا واحد، فأنزل الله هذه الآية (٣)، وأعلمهم أن تشديدهم في الإحرام ليس ببر، ولكن البِرَّ بِرُّ من اتقى مخالفةَ اللهِ، وأمرهم بتركِ سُنَّةِ


(١) الأحمس: هو المتشدد في دينه، والحُمْس: قريش وخزاعة، وكل من ولدت قريش من العرب، وكل من نزل مكة من قبائل العرب، فكانت الحمس قد شددوا في دينهم على أنفسهم، فكانوا إذا نسكوا لم يسلأوا سمنا، ولم يطبخوا أقطا، ولم يدخروا لبنا، ولم يحولوا بين مرضعة ورضاعها حتى يعافه، ولم يحركوا شعرا ولا ظفرا، ولا يبتنون في حجهم شعرا ولا وبرا ولا صوفا ولا قطنا، ولا يأكلون لحما، ولا يلبسون إلا جديدا، ولا يطوفون بالبيت إلا في حذائهم وثيابهم، ولا يمشون المسجد بأقدامهم تعظيما لبقعته، ولا يدخلون البيوت من أبوابها، ولا يخرجون إلى عرفات يقولون نحن أهل الله ويلزمون مزدلفة حتى يقضوا نسكهم. ينظر: "المحبر" ص١٧٨ - ١٨٠، "سيرة ابن هشام" ١/ ٢١١ - ٢١٦، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٦٢، وهذا من تعليق محمود شاكر على "تفسير الطبري" ٢/ ١٨٧، وقيل: سموا حمسا بالكعبة؛ لأنها حمساء، حجرها أبيض يضرب إلى السواد، والأول أشهر وأصح. "فتح الباري" ٣/ ٦٠٣.
(٢) سقطت من (ش).
(٣) أورده بهذا اللفظ الثعلبي ٢/ ٣٩٤، وكذا ذكره الواحدي في "أسباب النزول" ص ٥٦، دون سند، وقد جمعه من آثار متفرقة كما ذكر الحافظ في "العجاب" ١/ ٤٥٨، وقد روي نحو هذا عن جابر، رواه ابن أبي حاتم ١/ ٣٢٣، والحاكم ١/ ٦٥٧، وصححه وعزاه الحافظ في "الفتح" ٣/ ٦٢١ إلى ابن خزيمة وعبد بن حميد وأبي الشيخ وبقي، وقال في "العجاب" ١/ ٤٥٦: هو على شرط مسلم ولكن اختلف في إرساله ووصله، وروى الطبري ٢/ ١٨٨، وابن أبي حاتم ١/ ٣٢٣ من طريق العوفي عن ابن عباس بنحوه، كما رواه الطبري ٣/ ٥٥٦ عن قيس بن حبتر، وأصل السبب رواه البخاري (١٨٠٣) كتاب العمرة، باب: قول الله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}، ومسلم (٣٠٢٦) كتاب التفسير من حديث البراء بن عازب.

<<  <  ج: ص:  >  >>