للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جرير:

ولقد تَكَنَّفَنِي الوُشَاةُ فَصَادفوا ... حَصِراً بسرِّكِ يا أُمَيْمُ ضَنِيْنَا (١)

والحَصْر: احتباس الغائط، والحصير: المَلِك؛ لأنه كالمحبوس في الحجاب، وهو في شعر لبيد:

جِنٌّ لَدَى بابِ الحَصِيرِ قِيامُ (٢)

والحصير: المعروف، وسَقِيْفُ من بَرْديٍّ (٣)؛ لانضمام بعضه إلى بعض، كحبس (٤) الشيء مع غيره، ومنه يقال للجَنْب: حصير، تشبيهًا به (٥).

فأما حُكْمُ الإِحْصار فمذهب أهل العراق: أن كل مانع منع المُحْرم عن الوصول إلى البيت من: مَرَضٍ أو جُرْح أو كسر أو خوف عدو أو أي مانع كان، فإنه يقيم مكانه على إحرامه، ولبعث بهديه، أو بثمن الهدي، فإذا نحر الهدي حَلَّ من إحرامه. واحتجوا بأن الإحصار من طريق اللفظ عام


(١) البيت في "ديوانه" ص ٠٤٧٦ وقد ورد البيت: ولقد تسقطني، وعند الطبري: تساقطني ٣/ ٢٥٥، وورد منسوبا له في "مجاز القرآن" ١/ ٩٢، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٠٧،"تهذيب اللغة" ٤/ ٢٣٥، "معجم مقاييس اللغة" ٢/ ٧٣، "لسان العرب" ٢/ ٨٩٦.
(٢) ورد البيت وهو في "ديوانه" ص ١٦٠ هكذا:
وَمَقَامةٍ غُلْبِ الرِّقَابِ كَأنهم ... جِنٌّ لدى طَرَفِ الحَصِيرِ قِيامُ
"المفردات" للراغب ص ١٢٨ وروايته: ومَعَالمٍ.
(٣) في (ش) سقيف من تردي وفي (م) سفيف من بردي. والبردي: نبات يعمل منه الحصر.
(٤) في (ش): كلبس.
(٥) ينظر في مادة (حصر): "تهذيب اللغة" ٢/ ٨٣٩، "المفردات" ص١٢٨، "عمدة الحفاظ" ١/ ٤٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>