للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جمعوها على مثال نَخْلة ونَخْل لزمهم أن يقولوا: أَمَةٌ وآم، فكرهوا أن يجعلوها حرفين، وكرهوا أن يردوا الواو المحذوفة لما كانت آخر الاسم؛ لأنهم يستثقلون السكوت على الواو، فقدموا الواو وجعلوها ألفًا فيما بين الألف والميم (١) (٢).

قال السدي: نزلت في عبد الله بن رواحة (٣)، كانت له أمة سوداء فغضب عليها ولطمها، ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره بذلك، فقال له: "وما هي يا عبد الله"، قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسوله، وتصوم رمضان، وتحسن الوضوء وتصلي، فقال: "هذه مؤمنة"، قال عبد الله: فوالذي بعثك بالحق لأعتقنها ولأتزوجنها، ففعل، وطعن عليه ناس من المسلمين وعرضوا عليه حرة مشركة فأنزل الله هذه الآية (٤).

وقوله تعالى: {وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ} أي: المشركة بمالها وجمالها (٥). و (لو) بمعنى (أن) إلا أن (لو) للماضي، و (أن) للمستقبل (٦).


(١) نقله عنه في "تهذيب اللغة" (أما) بتصرف يسير، وفي الأصل قال ابن الهيثم، والتصويب من "التهذيب"، "اللسان".
(٢) ينظر في إماء: "تهذيب اللغة"، "البحر المحيط" ٢/ ١٥٥، "اللسان" ١/ ١٢١.
(٣) عبد الله بن رواحة بن ثعلبة الخزرجي الأنصاري، شهد العقبة، وهو أحد النقباء، وشهد بدرًا والمشاهد كلها، وكان من الشعراء، واستشهد بمؤتة، وكان ثالث الأمراء بها في جمادى الأولى سنة ثمان. ينظر: "معرفة الصحابة" ٣/ ١٦٣٨، "الاستيعاب" ٣/ ٣٣.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" ٢/ ٣٨٧ - ٣٨٩، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٣٩٨، والواحدي في "أسباب النزول" ص ٧٥، وينظر: "العجاب" ١/ ٥٥١، "لباب النقول" ٤٢.
(٥) "تفسير الثعلبي" ٢/ ٩١٠.
(٦) ينظر: "مغني اللبيب" ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>