للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} قال أبو إسحاق: جاء في التفسير: أنه يعني به محمدًا (١) - صلى الله عليه وسلم -، أُرسل إلى الناس كافةً، وليس شيء من الآيات التي أعطيها الأنبياء إلا والذي أُعطي محمد - صلى الله عليه وسلم - أكبر (٢) (٣).

وقوله تعالى: {وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} قد مضى تفسير هذا فيما تقدم. والله تعالى أخبر في هذه الآية بتفضيل بعض الأنبياء على بعض ليعرف الناس أنهم ليسوا سواءً في الفضيلة، غير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن الخوض في تفضيل بعض الأنبياء على بعض، ولا نخالف أمره، فقال في خبر أبي هريرة: "لا تفضلوا بين الأنبياء (٤) " فيستفاد (٥) من الآية معرفة تفاضلهم، وننتهي (٦) عن (٧) الكلام في ذلك؛ لنهيه - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} يعني: من بعد الرسل {مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ} أي: من بعد ما وضحت لهم البراهين {وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ} (ثبت على إيمانه) (٨) {وَمِنْهُمْ مَنْ


(١) في باقي النسخ: محمد.
(٢) (أكبر) ساقطة من (ش).
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٣٤.
(٤) أخرجه البخاري (٣٤١٤) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: [قول الله: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}]، ولفظه: بين أولياء الله، ومسلم (٢٣٧٣) كتاب: الفضائل، باب: من فضائل موسى، واللفظ له.
(٥) في (ي): (يستفاد).
(٦) في (ي): (ويبتنى الكلام).
(٧) في (م) و (ش): (من).
(٨) ساقط من (ي).

<<  <  ج: ص:  >  >>