للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليْسَتْ بِسَنْهَاءَ ولا رُجْبِيَّةٍ ... ولكن عَرَايَا في السِّنين الجَوَائِحِ (١)

ويكون التَّسَنُّهُ بمعنى التغير، فعلى هذا من وقف بالهاء وقف على لام الفعل، وإذا وصل بالهاء كان بمنزلة: لم يَتَّقهِ زيد، ولم يجبهُ عمرو (٢).

قال الأزهري: وأحسن الأقاويل في السنة: أن أصلها سَنَهَة، نَقَصُوا الهاء منها كما نقصوها من الشَّفَة، ولأن الهاء ضاهت حروف اللين التي تنقص. والوجه: أن يُقْرَأ بالهاء في الوقف والإِدراج (٣)، وهو اختيار أكثر القراء.


(١) البيت لسويد بن الصامت الأنصاري، ورد منسوبًا إليه في "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٧٣، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥١٢، السجستاني ٨٨، ٩٣، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٨٢ (سه) وروايتها: وليست. وفي "اللسان" ٣/ ١٥٨٤ مادة: رجب، ٣/ ١٥٨٤ مادة: قرح، ٢/ ٧١٩ مادة: جوح، ٤/ ٢١٢٨ مادة: سنه، وأورده أبو عبيد بن سلام في "غريب الحديث" ١/ ٢٣١، ٤/ ١٥٤، وابن فارس في "معجم المقاييس" ٤/ ٢٩٩، ونسباه لشاعر الأنصار دون تصريح. والشاعر يصف نخله بالجودة، وأنها ليس فيها سنهاء، وهي التي تحمل عامًا وتحيل عامًا، وقيل: القديمة، وقيل: التي أصابتها السِّنة، أي: أخَّر بها الجدب، والرُّجْبِيّة: التي يبنى تحتها لضعفها أو لطولها وكثرة حملها، والعرايا: جمع عرية التي يوهب ثمرها، والجوائح: السنون الشداد.
(٢) ينظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٧٢، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥١١، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٨١ (مادة: سنن).
(٣) من "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٨١ - ١٧٨٢ (سنه) بمعناه، ولفظه. وأجود ما قيل في تصغير السنة: سُنيهة، على أن الأصل سنْهَة، كما قالوا: الشفة، أصلها: شفهة، فحذفت الهاء منهما في الوصل ونقصوا الهاء من السنة والشفة؛ لأن الهاء مضاهية حروف اللين التي تنقص في الأسماء الناقصة، مثل زنة وثبة وعِزة وعِضة، وما شاكلها، والوجه في القراءة (لم يتسنه) بإثبات الهاء في الإدراج والوقف، وهو اختيار أبي عمرو. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>