للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الزجاجي: أصل (١) صدق على هذا الترتيب موضوع للصحة والكمال، من ذلك قولهم: رجل صَدْقُ النظر، وصدق اللقاء، وصَدَقُوهم القتال، وفلان صادق المودة، وهذا خَلٌّ صادق الحُموضة، وشيء صادق الحلاوة، وَصَدَقَ فلانٌ في خبره، إذا أخبر به على الوجه الذي هو عليه صحيحًا كاملًا، والصَّدِيقُ سُمِّي صَدِيْقًا لِصِدْقِهِ في المَوَدَّة، والصَّدَاقُ سمي صَدَاقًا لأن عقد النكاح به يتم ويَكْمُل، وسَمَّى الله تعالى الزكاةَ صَدَقَةً لأن المال بها يَصِحُّ ويكْمُل، فهي سبب لكمال المال ونماه، كما أن الزكاة سميت زكاة لأن بها تزكو الأموال وتنمى وتزداد بأن يبارك الله فيها (٢).

وقوله تعالى: {فَنِعِمَّا هِيَ} فيه ثلاثة أوجه من القراءة (٣):

أحدها: كسر النون وجزم العين، وهو قراعةُ أبي عمروٍ، واختيار أبي عبيد، قال: لأنها لغة النبي - صلى الله عليه وسلم -، حين قال لعمرو بن العاص (٤): "نِعْمّا


= الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٣٢٥، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٢/ ٣٢٣، والحافظ في "العجاب" ١/ ٦٢٧ عن الكلبي، وذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٣٨٤. عن ابن عباس.
(١) ليست في (أ) و (م).
(٢) لم أجده فيما بين يدي من كتب الزجاجي، وينظر: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٥٤٢، "المفردات" ٢٨٠ - ٢٨٢.
(٣) قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف بفتح النون وكسر العين، وقرأ ورش وابن كثير وحفص ويعقوب بكسر النون والعين، وقرأ أبو جعفر بكسر النون وإسكان العين، واختلف عن قالون والبصري وشعبة، فروي عنهم وجهان: الأول: كسر النون واختلاس كسرة العين، وهذا هو الذي ذكره الشاطبي. والثاني: كسر النون وإسكان العين كقراءة أبي جعفر، واتفقوا على تشديد الميم. ينظر "السبعة" ١٩٠، "النشر" ٢/ ٣٣٥ - ٣٣٦، "البدور الزاهرة" ٥٥ - ٥٦.
(٤) هو: عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سُعَيد القرشي السهمي، كان في =

<<  <  ج: ص:  >  >>