للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالمال الصالح للرجل الصالح" (١) هكذا روي في الحديث بسكون العين (٢)، وهذه القراءة لا تستقيم عند النحويين؛ لما فيها من الجمع بين ساكنين، الأول منهما ليس بحرف مدّ ولين، وإنما يجوز الجمع بين ساكنين إذا كان أحدهما حرف مدّ ولين، نحو: دابّة وشابّة؛ لأن ما في الحرف من المد يصير عوضًا من الحركة (٣).

وأما ما ذكر أبو عبيد من أنها لغة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال الزجاج: لا أحسب أصحاب الحديث ضبطوا هذا، ولا هذه القراءة جائز عند النحويين البتة؛ لأن فيها الجمع بين ساكنين مع غير حرف من مد ولين (٤).

ومن احتج لأبي عمرو في هذه القراءة قال: لعله أخفى حركة العين، كأخْذِه بالإخفاء في نحو: بارئكم ويأمركم، فظن السامع الإخفاء إسكانًا،


= الجاهلية من الأشداء على الإسلام، أسلم في هدنة الحديبية وأمَّرَه الرسولُ - صلى الله عليه وسلم- على الجيش، كان من عظماء العربِ ودُهَاتهم، له فتوحاتٌ في الشام ومصر، توفي سنة ٤٣ هـ.
انظر: "فضائل الصحابة" للإمام أحمد ٢/ ٩١١ "أسد الغابة" ٣/ ٢٤٤ - ٢٤٨، "الأعلام" ٥/ ٧٩.
(١) حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد ٤/ ١٩٧ (١٧٧٦٣)، (١٧٧٦٤)، ٤/ ٢٠٢ (١٧٨٠٢)، وأخرجه أبو عبيد في "غريب الحديث" ١/ ٩٣ - ٩٤، وابن أبي شيبة ٧/ ١٧ - ١٨، وأبو يعلى (٧٣٣٦)، وابن حبان (٣٢١٠)، (٣٢١١)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٦٠٥٦)، (٦٠٥٧).
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٥٤، "علل القراءات" للأزهري ١/ ٩٧، "تفسير
الثعلبي" ٢/ ١٦٤١ - ١٦٤٢، "والنشر" ٢/ ٢٣٦.
(٣) من "الحجة" ٢/ ٣٩٦.
(٤) "معاني القرآن" ١/ ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>