للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختلفوا في الياء والنون في (نكفّر) فمن قرأ بالياء، فلأن ما بعده على لفظ الإفراد، فيُكَفِّر أشبه بما بعده من الإفراد منه بالجمع، ومن قرأ بالنون على لفظ الجمع، فإنه أتى بلفظ الجمع، ثم أفرد بعد، كما أتى بلفظ الإفراد ثم جمع، في قوله: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا}. ثم قال: {وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} (١) [الإسراء: ١ - ٢].

وقوله تعالى: {مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ} أدخل (من) للتبعيض؛ ليكون العباد فيها على وجل ولا يتكلوا (٢).

وقال ابن الأنباري: (من) هاهنا توكيد للكلام، والتقدير: ويكفر عنكم سيئاتكم، فأكد (٣) الكلام بمن كما قال: {وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ} [محمد: ١٥].

وقال عطاء عن ابن عباس: (من) هاهنا صلة للكلام، يريد: جميع سيئاتكم (٤).


(١) "الحجة" ٢/ ٤٠٠ - ٤٠٢.
وينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٥٥ - ٣٥٦، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٣٨ - ٣٣٩، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٤١، "التبيان" ص١٦٣، "البحر المحيط" ٢/ ٣٢٥.
(٢) "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٤٩، "البحر المحيط" ٢/ ٣٢٦ قال: لأن الصدقة لا تكفر جميع السيئات.
(٣) في (م): (وأكد).
(٤) ينظر في إعراب الآية: "تفسير الطبري" ٥/ ٥٨٦، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٤٩، "المحرر الوجيز" ٢/ ٤٦٤، "التبيان" ص ١٦٣، "البحر المحيط" ١/ ٣٢٦، وقد خطأ ابن عطية من قال إنها زائدة، وضعف قول من جعلها سببية وقدر (من أجل ذنوبكم).

<<  <  ج: ص:  >  >>