للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تجارةٌ حاضرةٌ دائرة بينكم (١).

وقرأ عاصم {تِجَارَةً حَاضِرَةً} بالنصب (٢)، قال أبو إسحاق: المعنى: إلا أن تكون المداينةُ تجارةً حاضرةً (٣).

قال أبو علي: لا يجوز أن يكون التداين اسم كان؛ لأن التداين معنى، والتجارة الحاضرة يراد بها العين، وحكم الاسم أن يكون الخبر في المعنى، والتداين حق في ذمة المستدين، للمدين المطالبة به، وإذا كان كذلك لم يجز أن يكون اسم كان؛ لاختلاف التداين والتجارة الحاضرة، ولا يجوز أيضًا (٤) أن يكون اسمها (الحق) الذي في قوله: {فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ} للمعنى الذي ذكرنا في التداين؛ لأن ذلك الحق دين فإذا لم يجز هذا، لم يخل (٥) اسم كان من أحد شيئين:

أحدهما: أن هذه الأشياء التي اقْتُصَّتْ من الإشهاد والإرتهان قد عُلِمَ من فحواها التبايع، فأضمر لدلالة الحال عليه، كما أضمر لدلالة الحال في ما حكى سيبويه من قولهم: إذا كان غدًا فأتني، وينشد على هذا:

أَعَيْنَيّ هَلّا تَبْكِيَانِ عِفَاقا ... إذا كان طَعنًا بينهم وعِناقا (٦)


(١) ينظر: "تفسير الطبري" ٣/ ١٣٢ - ١٣٣، و"الحجة في القراءات السبع" لابن خالويه ص ١٠٣، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ١/ ٣٢١.
(٢) قرأ عاصم وحده (تجارة) نصبًا، وقرأ الباقون بالرفع. ينظر: "السبعة" ص ١٩٤، "الحجة" ٢/ ٤٣٦.
(٣) "معاني القرآن" ١/ ٣٦٦.
(٤) سقطت من (ش).
(٥) في (م) (يجز).
(٦) ذكره الفراء في "معاني القرآن" ١/ ١٨٦ ولم ينسبه، وعفاق: اسم رجل، وقد يكون هذا عفاق بن مري الذي يقول فيه صاحب القاموس: أخذه الأحدب بن عمرو الباهلي في قحط وشواه وأكله، وقوله: إذا كان أي: إذا كان القتال والجلاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>