للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والأكمَهُ (١)، قال ابن عباس، وقتادة (٢): هو الذي وُلِد أعمى، لم يبصر ضوءاً قط (٣).

يقال: كَمِهَ الرجلُ، يَكْمَهُ، كَمَهًا (٤). والأبْرَصُ: الذي به وَضَحٌ (٥).

وقوله تعالى: {وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} قال الكلبي (٦): كان (٧) عيسى عليه السلام يحيي الأموات بـ (يا حيُّ يا قَيُّوم)، أحيا عازَرَ (٨)، وكان صديقاً له، ودعا سام بن نوح من قبره، فخرج حيًّا، ومُرَّ عليه بابن عجوز على سريرٍ مَيْتًا، فدعا


(١) في (ج): الأكمه (بدون واو).
(٢) قولهما في "تفسير الطبري" ٣/ ٢٧٦، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٦٥٥، وأخرجه في ٢/ ٦٥٥ بلفظ: (الأعمى: الممسوح العين)، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٥٢ أ. وأخرج عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ١٢١ عن مقاتل قوله: (الأكمه: الأعمى). وأورد السيوطي في "الدر" ٢/ ٥٧ قول ابن عباس، وعزاه كذلك لابن المنذر.
(٣) وفي معنى (الأكمه) أقوال أخرى، وهي: إن الأكمه هو: الأعمى، أو الأعمش، أو الأعش الذي يبصر بالنهار لا بالليل. ولكن المعنى الذي ذكره الواحدي هو الأرجح، وقد قال به أبو عبيدة، والطبري، وغيرهم، وهو الذي عليه الجمهور، كما يقول ابن حجر في فتح الباري؛ لأن إبراء الذي يولد أعمى هو الذي فيه المعجزة، أما من يُصيب عينيه مرض عارض، فهذا قد يُعالجه الطب البشري. انظر: "صحيح البخاري" ٤/ ١٣٨ كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ} "تفسير الطبري" ٣/ ٢٧٦ - ٢٧٨، "فتح الباري" ٦/ ٤٧٢، "الدر المنثور" ٢/ ٥٧.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ٣/ ٢٧٦، "الصحاح" ٦/ ٢٢٤٧ (كمه).
(٥) الوَضَح، هو: البياض من كلِّ شيء، والضوء، ويكنى بالوضح عن البرص، وهو المرض الجلدي المعروف؛ لأنه يصيب الجلدَ ببياض. انظر "اللسان" ٨/ ٤٨٥٥.
(٦) ورد قوله في "تفسير الثعلبي" ٣/ ٥٣ أ، ونهاية قوله إلى: (بيا حي يا قيوم).
(٧) في (ب): (إن).
(٨) هكذا ضُبطت في "القاموس المحيط" ٤٣٩ (عزر)، وورد في "تفسير الثعلبي" ٣/ ٥٢ ب (عازِر).

<<  <  ج: ص:  >  >>