للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمران:١١٣]؛ أي: عاملة بأمر الله، غير تاركة. ثم قيل لكل من واظب على مطالبة أمر: (قامَ به)، وإن لم يكن ثَمَّ (١) قيامٌ. ومثله قال ابن الأنباري (٢) وأنشد (٣) للأعشى:

يقومُ (٤) على الوَغْمِ في قومِهِ ... فَيَعْفُو إذا شاءَ أوْ يَنْتَقِمْ (٥)

أراد: يحققه ويتمسك بالمطالبة به، وليس ثَمَّ قيامٌ على الرِّجْل.

وقال أبو علي الفارسي (٦): (القيام) في اللغة بمعنى: الدوام والثبات. وذكرنا ذلك في قوله: {يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: ٣]. ومِنْ هذا قولُه: {دِينًا قِيَمًا} (٧)؛ أي: دائمًا ثابتًا، لا يُنسَخ كما نُسِخت الشرائعُ التي قبله. فمعنى


(١) في (ج): (تم).
(٢) لم أقف على مصدر قوله.
(٣) قد يكون الضمير في (أنشد) يعود على ابن الأنباري. لأنه أقرب متَحَدَّث عنه، وقد يرجع إلى ابن قيبة؛ لأن المؤلف هنا ينقل كلامه، وابن قتيبة قد أنشد هذا البيت في هذا الموضع استدلالًا على المعنى الذي ذهب إليه، وحينها يكون قول المؤلف: (ومثله قال ابن الأنباري) جملةً معترِضَةً، وهو الذي أرَجِّحه.
(٤) في (ج): (نقوم).
(٥) البيت في ديوانه: ١٩٨، "تأويل مشكل القرآن" ١٨١، "النكت والعيون" ٢/ ٨٥٩. وقد ورد في "النكت": (على الرَّغْمِ).
والشاعر يمدح قيس بن معد يكرب. و (الوَغْم): الحقد الثابت في الصدر، والثأر، والقهر. انظر (وغم) في "العين" ٤/ ٤٥٦، "اللسان" ٨/ ٤٨٨٠، "القاموس" (١١٦٧).
ومعناه: يقوم مطالبًا بالثأر لقومه، ولا يقعد ولا يتوانى عن ذلك.
(٦) لم أقف على مصدر قوله.
(٧) سورة الأنعام: ٦١. فُسِّر (قِيَما)، بمعنى: مستقيمًا. ولا منافاة بين التفسيرين. قال الآلوسي: (ولا فرق بين (القيم) و (المستقيم) في أصل المعنى، عند الكثير. وفسروا (القِيَم) بالثابت المقوم لأمر المعاش والمعاد، وجعلوا المستقيم) من:=

<<  <  ج: ص:  >  >>