للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني بـ (السُّودِ): القيود (١)، وبـ (المحَدْرَجَة): السِّيَاط. وأرادَ: أخافُ أنْ يَجْعَلَ (٢) مَكانَ عَطائِهِ، القُيُودَ والسِّيَاطَ.

قال (٣): وقد يقول الرَّجُلُ [لـ] (٤) الذي اجترم (٥) إليه (٦): [(لَئِنْ] (٧) أتَيتَنِي (٨)؛ لأُثِيبنَّك ثَوَابَكَ)، معناه: لأعاقبنَّكَ. وهذا راجعٌ إلى ما ذكرنا مِن قَوْلِ أصحابِ المعاني.

وقوله تعالى: {غَمًّا بِغَمٍّ} أي: أثَابَكم غَمًّا، وهو: الهَزِيمَة، وظَفَر


= (الأداهم): جمع: (أدْهَم)، وهو: الأسْوَد. وتُطلَقُ (الأداهمُ) على القيِود -وهي المرادة -هنا- في البيت-، وسميت بذلك؛ لِسَوَادها.
و (المُحَدْرَجة): السِّياط، وأصل المُحَدْرَج: المفتول، والأملس. ويقال -كذلك-: (الحُدرُج)، و (الحُدرُوج). انظر: "اللسان" ٤/ ١٤٤٣ (دهم)، ٢/ ٨٠٤ (حدرج). والبيت ضمن قصيدة طويلة قالها الشاعر في زِيَاد بن أبِيهِ، وكان قد تَوَعَّد الفرزدقَ، ثم أظهر عفوَهُ عنه، وأنه سيُؤَمِّنه وَيمُنُّ عليه، فلم يثق الشاعرُ في أمانه، وقال القصيدة في ذلك.
(١) في (ج): (القيود والسياط).
(٢) في (ج): (تجعل).
(٣) الفراء في: "معاني القرآن" ١/ ٢٣٩. نقله عنه بنصه.
(٤) ما بين المعقوفين زيادة لازمة لتستقيم العبارة.
(٥) في (ج): (احترم). اجْتَرَمَ، بمعنى: (جَرَم، وأجرم): تَعَدَّى، وارتكب جُرْما؛ أي: ذنبًا. يقال: (جرم إليهم، وعليهم جريمة)، و (فلان يَتَجَرَّم علينا)؛ أي: يَتَجَنَّى علينا ما لم نجْنِه. انظر: "اللسان" ١/ ٦٠٤ (جرم).
(٦) في "معاني القرآن" عليك.
(٧) ما بين المعقوفين في (أ)، (ج): (أي). وساقط من (ب). والمثبت من "معاني القرآن".
(٨) في (أ): (أثييني)، وفي (ب): (أيثبتني)، وفي (ج): مهملة من النقط. والمثبت من "معاني القرآن".

<<  <  ج: ص:  >  >>