للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٦٠ - قوله تعالى: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ} الآية.

معنى (الخِذْلان): القعود عن النُّصرَةِ وقت الحاجة إليها، والإسلامُ للهَلَكَةِ.

يقال: (خَذَلَ، يَخْذُلُ، خِذْلانًا، وخَذْلًا). ويقال للبقرة والظَّبْيَة، إذا تخلفت مع ولدها في المرعى، وتركت صواحباتها: (خَذُول) (١).

قال (٢) طَرَفَة:

خَذُولٌ تُرَاعِي رَبْرَبًا بِخَمِيلَةٍ ... تَنَاوَلُ أطرافَ البَرِيرِ وترتدي (٣)


(١) وتُسمَّى كذلك: خاذِل.
انظر هذه المعاني لـ (خذل) في: "ما اتفق لفظه واختلف معناه" لليزيدي ١٢١، و"التهذيب" ١/ ٩٩٨، و"معاني القرآن"، للنحاس ١/ ٥٠٣، و"المقاييس" ٢/ ١٦٥، و"الكليات" لأبي البقاء ٣١٠، و"اللسان" ٢/ ١١١٨.
(٢) في (ج): (وقال).
(٣) البيت من معلقته، وهو في: "ديوانه" ٢١، و"شرح القصائد السبع" لابن الأنباري ١٤١، و"جمهرة أشعار العرب" ص ١٤٩، و"تهذيب اللغة" ١/ ٩٩٩ (خذل)، و"المقاييس" ٢/ ١٦٥، و"شرح المعلقات السبع" للزوزني ٤٧، و"شرح القصائد العشر" للتبريزي ٥٨، و"اللسان" ٢/ ١١١٨ ولم ينسبه.
قوله: (تراعي ربربا)؛ أي: ترعى مع (الرَّبْرَب)، وهو: قطيع الظباء وبقر الوحش، وقيل: أولاد البقرة.
و (الخميلة): الأرض السهلة اللينة، التي فيها شجر. والجمع: (خَمائل).
و (البَرِير): ثمر الإراك البالغ، ومفردها: (بَرِيرة).
وخَصَّ الخذول -هنا-؛ لأنها فَزِعةٌ بانفرادها، وَلِهَةٌ على وليدها، فهي تمد عنقها مرتاعة، فيظهر -حينها- جمالها، وحسنها، ولو كانت في قطيعها، لم يَبِنْ حسنُها، ثم وصفها بأنها ترعى أطراف شجر الأراك، وتمد عنقها، وتتطاول؛ لتنال ما علا من أغصان الشجر، فتتهَدَّل عليها الأغصان حتى تصبح كأنها رداءٌ لها.
انظر: "شرح القصائد" لابن الأنباري ١٤١ - ١٤٢، والتبريزي ٥٨ - ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>