للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من غير معارضة فيه. وكذلك: سلم إلى الله أمره، أي فوض إليه على معنى أنه لم ير لنفسه في أمره أثرًا ولا شركة وعلم أن المدبر والصانع هو الله وحده لا شريك له. هذا معنى التسليم.

وأما التفسير: قال ابن عباس: ويسلموا الأمر إلى الله وإلى رسوله (١).

وقال الزجاج: أي يسلِّمون لما يأتي من حكمه (٢)، ولا يعارضونه بشيء (٣).

و (تسليمًا) مصدر مؤكد، والمصادر المؤكدة بمنزلة ذكر الفعل ثانيًا فإذا قلت: سلمت تسليمًا، فكأنك قلت: سلمت سلمت. وحق التوكيد أن يكون محققًا لما تذكره في صدر كلامك، فإذا قلت: ضربت ضربًا، فكأنك قلت: أحدثت ضربًا أحقه ولا أشك فيه، فكذلك {وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} أي: يسلِّمون لحكمك تسليمًا لا يدخلون على أنفسهم شكًا (٤).

وقد أخبر الله تعالى أنه لا يتم إيمانهم حتى يعتقدوا وجوب المراجعة في خصوماتهم وتحكيمه والرضا بحكمه من غير ضيق صدر ولا كراهة، وأن من تسخط حكم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وارتاب (....) (٥) أو عدل إلى غيره رغبة عنه، غير مسلم له، فهو كافر (٦).


(١) انظر: "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص (٨٨).
(٢) في "معاني الزجاج" ٢/ ٧١: حكمك.
(٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٧١.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج ٢/ ٧١، وانظر: "معاني القرآن" للنحاس ٢/ ١٢٩، "المحرر الوجيز" ٤/ ١٢١، القرطبي ٥/ ٢٦٩، "البحر المحيط" ٣/ ٢٨٤.
(٥) هنا بياض بقدر حرفين، فقد يكون الساقط: "فيه" والله اعلم.
(٦) انظر: "التفسير الكبير" ١٠/ ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>