للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى الرفيق (١) في اللغة: لين الجانب ولطافة الفعل، وصاحبه رفيق، وقد رفق يرفق (٢). هذا معناه في اللغة. والصاحب يسمى رفيقًا لارتفاقك به وبصحبته، ومن هذا قيل للجماعة في السفر رفقة، لارتفاق بعضهم ببعض (٣).

قال الفراء: وإنما وحد الرفيق وهو حقه الجمع؛ لأن الرفيق والبريد والرسول تذهب به العرب إلى الواحد وإلى الجمع، ولا يجوز أن تقول: حسن أولئك رجلاً، وإنما يجوز ذلك إذا كان اسمًا مأخوذًا من فعل (٤)، ولم يكن اسمًا مصرحًا مثل: رجل وامرأة (٥)، ألا ترى أن الشاعر قال:

وإذا هم طعموا فألأم طاعمُ (٦)

قال أبو إسحاق: لا فرق بين رفيق ورجل؛ لأن الواحد في التمييز ينوب عن الجماعة، وكذلك في المواضع التي لا تكون إلا جماعة نحو:


(١) هكذا في (ش) ولعل الصواب: الرفق (بدون ياء على المصدر) وسياق الكلام يدل عليه. وانظر: "العين" ٥/ ١٤٩، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٤٤٣ (رفق)، "التفسير الكبير" ١٠/ ١٧٥.
(٢) من "العين" ٥/ ١٤٩، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٤٤٣ (رفق).
(٣) انظر المصدرين السابقين.
(٤) هكذا الحركة فوقية على الفاء، وقد تكون تحتية لاختلاف المصطلحات الإملائية عبر العصور.
(٥) كلام الفراء ليس في "معاني القرآن"، وانظر: "معاني الزجاج" ٢/ ٧٣، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٤٤٣ - ١٤٤٤، "اللسان" ٣/ ١٦٩٦ (رفق).
(٦) صدر بيت وعجزه:
وإذا هم جاعوا فشر جياع
وانظر: "نوادر أبي زيد" ص ١٥٢، والطبري ١/ ٦٥٢، و"البحر المحيط" ١/ ٣٣٢، و"معاني الفراء" ١/ ٣٣، و"المحرر الوجيز" ١/ ١٣٤، و"الاشتقاق" لابن دريد ص ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>