للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أثبت) (١) من هذا القول؛ لأن ورقة وزيدًا وغيرهما ممن ثبته (٢) بفضل الله ورحمته أدرك الدين (أدرك) (٣) فنعمة الله لازمة له.

ونصر الزجاج هذا القول الثالث، وأجاب عن ترجيح ابن الأنباري القولين الأولين، فقال: قبل أن ينزل القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبل أن يُبعث قد كان في الناس القليل ممن لم يشاهد القرآن ولا النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنًا، فإن قال قائل: إن من كان قبل ذلك مؤمنًا فبفضل الله ورحمته آمن، قيل: إن المقصود بالفضل والرحمة في هذا الموضع النبي - صلى الله عليه وسلم - والقرآن، وإيمان هؤلاء القليل كان قبلهما (٤).

فيصح الاستثناء إذا خصصت الفضل والرحمة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والقرآن.

هذا الذي ذكرنا في هذا الآية قول أكثر المفسرين (٥).

وفي الآية قول آخر، وهو ما قال ابن عباس في رواية الضحاك في قوله: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ} يعني المنافقين، كانوا إذا أمروا بالقتال لم يطيعوا الله فيما أمرهم به، وإن نهاهم عن محارمه لم ينتهوا، وإن أفضى الرسول إليهم سرًا أذاعوا عند العدو، فأنزل الله عز وجل


(١) تكررت هذِه الكلمة في المخطوط.
(٢) هكذا في المخطوط، ولعل الصواب: "ثبت".
(٣) هكذا هذِه الكلمة في المخطوط، ولعل الصواب: "أم لم يدركه".
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٨٤.
(٥) إلى هنا في المخطوط انتهى الكلام عن تفسير الآية ٨٣، وأتى الناسخ بتفسير للآية ٨٦ قوله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ} الآية، وكان قد قدم في المخطوط تفسير للآية ٨٣ من أثنائها، ويحتمل أنه بعد هذا الكلام مباشرة فجعلته بعده في الصفحة التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>