للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمسلمون مستدبروها، وفي استقبالهم القبلة يومئذ استدبار منهم لعدوهم، فأمروا بأن يصيروا طائفتين، طائفة تجاه العدو، وطائفة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مستقبل القبلة (١).

والحال الثانية والثالثة بعُسْفان (٢) وبذي قَرَد (٣)، كانوا بخلاف هذه الحال، لأن العدو كان مستدبرًا للقبلة والمسلمون مستقبلوها، وكان المسلمون على (.. (٤) ..) القبلة والعدو في وجوههم فأتى بالصلاة كما أطلق له من أخذ الحذر (٥)، ولو أتى بها في هاتين الحالتين كما أمر به يوم ذات الرقاع من تصييرهم طائفتين كان تاركًا للحذر ومغررًا بنفسه وأصحابه. هذا كلامه.


(١) جاءت صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع في عدة أحاديث أخرجها البخاري (٤١٢٩، ٤١٣٠) في كتاب: المغازي، باب: غزوة ذات الرقاع، ومسلم (٨٤٢، ٨٤٣) في كتاب: صلاة المسافرين، باب: صلاة الخوف.
(٢) قرية بين مكة والمدينة على بعد مرحلتين من مكة. انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" الجزء الثالث، القسم الثاني ص ٥٦.
(٣) بفتح القاف والراء اسم لماء على بعد ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر، وسمي به غزوة ذي قرد، وهي الغزوة التي أغار فيها قوم من غطفان على لقاح النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستردها، وهي قبل خيبر بثلاث. انظر: "صحيح البخاري" (٤١٩٤)، و"معجم البلدان" ٤/ ٣٢٢، و"اللسان" ٦/ ٣٥٧٧.
(٤) كلمة غير واضحة، وأظنها: (مستقبل).
(٥) الأثر في صلاة الخوف بعسفان أخرجه النسائي ٣/ ٧٤ في كتاب: صلاة الخوف حديث رقم (١٦) عن أبي هريرة، والطبري ٥/ ٢٥٧ - ٢٥٨ عن ابن عباس ومجاهد وهو في "تفسير مجاهد" ١/ ١٧٢، وذكره الثعلبي ٤/ ١١٢ أوصفتها بنحو ما في حديث جابر الآتي.
أما بذي قرد فقد قال ابن عباس: "صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يعني صلاة الخوف بذي قرد". أخرجه البخاري (٤١٢٥) (سبق تخريجه)، وأخرجه مطولًا عنه النسائي حيث =

<<  <  ج: ص:  >  >>