للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتأويل هذا ظاهر في الكفار، وأما في المسلمين فإنه لا ناصر لأحد في القيامة دون الله، ولا ولي للمسلمين غير الله. وشفاعة الشافعين تكون بإذن من الله، فليس يمنع أحدٌ أحدًا غير الله تعالى.

١٢٤ - قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ} قال المفسرون: بيّن الله بهذه الآية فضيلة المؤمنين على غيرهم (١).

وقال مسروق: لما نزل قوله: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} قال أهل الكتاب للمسلمين: نحن وأنتم سواء، فنزل: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ} وما بعده من قوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا} [النساء:١٢٥] الآية (٢).

ودخلت من في قوله: {مِنَ الصَّالِحَاتِ} للتبعيض؛ لأن أحدًا لا يطيق أن يستوعب جنس الصالحات بالعمل، فإذا عمل بعضها استحق الثواب (٣).

وقوله تعالى: {يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ} وقرئ بفتح الياء (٤)، لقوله: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ} [الزخرف: ٧٠] وقوله: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر: ٤٦].

ومن ضم فلأنهم لا يَدخُلونها حتى يُدخلوها (٥).


(١) انظر: الطبري ٥/ ٢٩٦، و"الكشف والبيان" ٤/ ١٢٥ أ.
(٢) أخرجه بنحوه من أكثر من طريق الطبري ٥/ ٢٨٨ - ٢٢٩، وأورده الثعلبي في "الكشف والبيان" ٤/ ١٢٥ أ، والمؤلف في "أسباب النزول" ص ١٨٢، وانظر: "زاد المسير" ٢/ ٢٠٩، ٢١١، و"الدر المنثور" ٢/ ٤٠٦.
(٣) انظر: الطبري ٥/ ٢٩٦، و"الكشاف" ١/ ٣٠٠.
(٤) قراءة الضم لأبي جعفر وابن كثير وأبي عمرو وعاصم برواية أبي بكر ويعقوب، وقرأ الباقون بالفتح. انظر: "السبعة" ص ٢٣٧، و"الحجة" ٣/ ١٨٢، و"المبسوط" ص ١٥٨، و"النشر" ٢/ ٣٥٢.
(٥) "الحجة" ٣/ ١٨٢، وانظر: "الكشاف عن وجوه القراءات السبع" ١/ ٣٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>