للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على تقدير: وما يُتلى في الكتاب مبين له (١).

قال المفسرون: والذي يُتلى في الكتاب قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ} [النساء: ٢]، وآية الميراث في أول السورة، وعلى قول من يقول: الآية نزلت في توفية الصداق قال: الذي يُتلى في الكتاب قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى} [النساء: ٣] (٢).

والله تعالى إنما يحيل بالبيان على وحي سبق نزول، كقوله تعالى:- {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ} [النحل: ١١٨]، وكقوله: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا} [النساء: ١٤٠].

وقوله تعالى: {فِي يَتَامَى النِّسَاءِ}.

قال بعضهم: معناه في النساء اليتامى، فأضيفت الصفة إلى الاسم، كما تقول: كتاب الكامل، ويوم الجمعة، وحق اليقين. فتضيف الشيء إلى نفسه وإلى صفته، كذلك تضيف اليتامى إلى النساء، وهن اليتامى، وهذا جائز عند الكوفيين (٣).

وعند البصريين لا يجوز إضافة الموصوف إلى صفته؛ لأن الصفة هي الموصوف عند النحويين في المعنى، وإضافة الشيء إلى نفسه غير جائز، ألا ترى أنك إذا قلت: ضربت أخاك الظريف، فالأخ هو الموصوف، والظريف هو الصفة، والأخ هو الظريف في المعنى. وإنما امتنع إضافة الشيء إلى نفسه؛ لأن الغرض في الإضافة إنما هو التخصيص والتعريف،


(١) انظر: "الكشاف" ١/ ٣٠١، و"البحر المحيط" ٣/ ٣٦٠، و"الدر المصون" ٤/ ١٠٠.
(٢) انظر: الطبري ٥/ ٢٩٨ - ٣٠١، و"معاني الزجاج" ٢/ ١١٥.
(٣) انظر: "الإنصاف" للأنباري ص ٣٥٢، و"البحر المحيط" س/ ٣٦٢، و"الدر المصون" ٤/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>