للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاز: ثوب بكر، بإلإدغام، كما جاز: دابة، وشابة، وان لم يكن في: ثوب بكر، من المد ما في: دابة، وشابة. وكذلك قولهم في تصغير صم: أُصَيْمّ ومدْيقٍّ، ودويبة (١).

فإذا جاز ما ذكرنا مع نقصان المد الذي فيه، لم يمتنع أن يجمع بين ساكنين في نحو: (تعدُّوا)، و (تَخْطّف) لأن الساكن الثاني لما كان يرتفع اللسان عنه وعن المدغم فيه ارتفاعة واحدة، صار بمنزلة حرف متحرك (٢).

وروى ورش (٣) عن نافع: (لا تعَدُّوا) بفتح العين (٤)، وذلك أنه لما أدغم التاء في الدال نقل حركتها إلى العين (٥).

وذهب بعض المتأولين إلى أن قوله: {لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ} من العدو بمعنى الحضر (٦)، والمراد به النهي عن العمل والكسب يوم السبت، كأنه قيل لهم: اسكنوا عن العمل في هذا اليوم، وقد قال عطاء عن ابن عباس في قوله: {لَا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ}: "يريد لا تعملوا شيئًا من الأعمال يوم السبت صغيرًا ولا كبيرًا، اقعدوا في منازلكم فأنا الرزاق أرزقكم رغدًا" (٧).


(١) "الحجة" ٣/ ١٩٠ بتصرف، وانظر: "معاني القراءات" ١/ ٣٢٢ و"الكشف" ١/ ٤٠٢.
(٢) "الحجة" ٣/ ١٩١.
(٣) هو أبو سعيد عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمر القبطي القرشي، مولى آل الزبير، أحد الرواة عن نافع، وقد لقبه نافع بورش لشدة بياضه. كان شيخ الإقراء بالديار المحصرية، ولد سنة ١١٠ هـ ومات رحمه الله سنة ١٩٧هـ.
انظر: "معرفة القراء الكبار" ١/ ٦٣، و"سير أعلام النبلاء" ٩/ ٢٩٥، و"البداية والنهاية" ١٠/ ٢٤٠، و"غاية النهاية" ١/ ٥٠٢.
(٤) "السبعة" ص ٢٤٠، و"الحجة" ٣/ ١٩٠.
(٥) انظر: "الكشف" ١/ ٤٠٢، و"البحر المحيط" ٣/ ٣٨٨
(٦) هكذا بالضاد، ولعل الصواب: "الحظر" بالظاء.
(٧) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>