للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكرنا هذه المسألة قديمًا.

وقوله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}.

فيه حجة على بطلان قول النصارى، لأن تأويله: أن ذلك له ملكًا وخلقًا من غير شريك في ذلك، إذ لو كان له شريك لم يبعد وجود التمانع بينهما، فيفسد ملك السموات والأرض، وإذا استحال الشريك في وصفه استحال الولد.

وقوله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا} أي: مفوضًا إليه القيام بتدبير ملكه الذي لا ملك أوسع منه.

١٧٢ - قوله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا} الآية.

قال أبو إسحاق: معنى (لن يستنكف): لن يأنف، وأصله في اللغة من نكفت الدمع، إذا نحيته بأصبعك عن خدك، وأنشد:

فبانوا فلولا ما تذكر منهم ... من الخُلفِ لم يُنكَف لعينيكَ مدمعُ (١)

فتأويل: (لن يستنكف): لن ينقبض، ولم يمتنع (٢).

قال الأزهري: سمعت المنذري يقول: سمعت أبا العباس، وسئل عن الاستنكاف فقال: هو أن يقول: لا. وهو من النكف والوكف. يقال: ما عليه في ذلك الأمر نكف ولا وكف، والنكف أن يقال له سوء، واستنكف، إذا دفع ذلك السوء وقال: لا. والمفسرون يقولون: الاستنكاف والاستكبار واحد (٣).


(١) البيت في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٦٦٤، و"اللسان" ٩/ ٣٤٠ (نكف) دون نسبة ولم أقف على قائله.
(٢) "معاني الزجاج" ٢/ ١٣٦، وانظر: "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٦٦٤ (نكف).
(٣) "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٦٦٤ (نكف).

<<  <  ج: ص:  >  >>