للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى أبو صالح عن ابن عباس: يقول: لا تستحلوا شيئًا من ترك المناسك كلها التي أمر الله بالطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، ومسح الركن، والإفاضتين، من عرفات ومن جَمْع ورمي الجمار؛ لأن عامة العرب كانوا لا يرون الصفا والمروة من شعائر الله والحُمس (١) وعامر ابن صعصعة (٢) وثقيف (٣)

لا يرون عرفات من شعائر الله (٤).

وقال في رواية أخرى: كان المشركون يحجون البيت الحرام، ويهدون الهدايا، ويعظمون حرمة المشاعر، ويتّجرون في حجهم، فأراد المسلمون أن يغيروا عليهم فأنزل الله: {لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} (٥).

وقال الكلبي: أي لا تستحلوا ترك شيء من المناسك (٦).

وزعم بعضهم أن هذا ورد في النهي عن مجاوزة الميقات بغير إحرام (٧).


(١) الحُمس بضم الحاء وسكون الميم: قبائل من العرب تشددوا في دينهم. "الاشتقاق" ص ٢٥٠.
(٢) قبيلة من العرب وتعد من الحُمس وتضم بطونًا كثيرة، نسبة إلى جدهم الجاهلي عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر، من في علان من العدنانية. انظر: "الاشتقاق" ص ٢٩٣، و"جمهرة أنساب العرب" / ٢٧٢، و"الأعلام" ٣/ ٢٥١.
(٣) عبارة عن قبائل من العرب منهم: بنو الحُطيط وبنو غاضره وغيرهم، وينتسبون إلى قسي بن منبه. انظر: "الاشتقاق" ص ٣٠١ - ٣٠٧، و"جمهرة أنساب العرب" / ٢٦٦.
(٤) لم أقف عليه.
(٥) "تفسير ابن عباس" ص ١٦٦، وأخرجه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٥٤ من طريق ابن أبي طلحة أيضاً.
(٦) "تنوير المقباس" بهامش المصحف ص ١٠٦.
(٧) انظر: "النكت والعيون" ٢/ ٦، و"زاد المسير" ٢/ ٢٧٢

<<  <  ج: ص:  >  >>