للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن الطريق (١).

قال مقاتل: إن رؤساء اليهود قال بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى محمد، لعلنا نفتنه ونرده عما هو عليه، فإنما هو بشر. فأتوه وقالوا (٢) له: قد علمت أنا إن اتبعناك اتبعك الناس، وإن لنا خصومة فاقض لنا على خصومنا إذا تحاكمنا إليك، ونحن نؤمن بك ونصدقك. فأبى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل الله هذه الآية (٣).

فمعنى فتنتهم (إياه) (٤) عن بعض ما أنزل الله إضلالهم إياه وإمالته عن ذلك إلى ما يهوون من الأحكام، إطماعًا منهم في الاستمالة إلى الإسلام في قول مقاتل وابن عباس (٥) وغيرهما.

قال أهل العلم: هذه الآية تدل على أن الخطأ والنسيان جائز على الرسل؛ لأن الله تعالى قال: {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} والتعمد في مثل هذا غير موهوم على رسول الله، فتحقيق تكليف الحذر عائد إلى النسيان والخطأ (٦).


= كتاب الأذان، باب: الدعاء قبل السلام ١/ ٢٠٢، ومسلم (٥٨٩) كتاب المساجد، باب: ما يستعاذ منه في الصلاة
(١) "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٧٣٨.
(٢) في (ش): (فقالوا).
(٣) انظر: "تفسير مقاتل بن سليمان" ١/ ٤٨٢، ٤٨٣، "الوسيط" ٣/ ٩٠١.
(٤) ساقط من (ش).
(٥) قال ابن عباس بنحو قول مقاتل المتقدم فيما أخرجه عنه الطبري في "تفسيره" ٦/ ٢٧٣، وذكره المؤلف في "أسباب النزول" ص ٢٠٠، وانظر البغوي في "تفسيره" ٣/ ٦٦، "الدر المنثور" ٢/ ٥١٤.
(٦) انظر: "التفسير الكبير" ١٢/ ١٤، والقرطبي في "تفسيره" ٦/ ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>