للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد فسر الآية وبين أن المراد بالقوم المذكور فيها الأشعرية، فليست إلا الفرقة المعروفة بالأشعرية الذين ينتسبون في مذهبهم إلى أبي الحسن الأشعري (١).

وكان -رحمه الله- من صُلبَيهِ (٢) نسب أبي موسى، فإنه علي بن إسماعيل ابن إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري (٣)، أتى الله به فجاهد أهل البدع الذين ارتدوا عن سنن الصحابة وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسائل المشهورة من أصول الدين التي لم يقع فيها خلاف زمن الصحابة كمسألة القدر (٤)، وخلق الأعمال (٥)، ورؤية الله تعالى في الجنة (٦)، وما أشبهها، فنصرها وأوضح أدلتها، ونفى الشبه وأبطلها، فكل من انتحل مذهبه فهو من جملة قومه الذين قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في إشارته إلى أبي موسى: "هم قوم هذا" (٧)، لأن قوم


(١) الجزم بذلك فيه نظر، فإن قوم أبي موسى لا ينحصر في ذريته وأصل ذريته قبل نشأة أبي الحسن رحمه الله، والأشعرية فرقة خالفت أهل السنة في كثير من مسائل العقيدة كالتأويل في الصفات وغير ذلك، على أن الأشاعرة لم يتابعوا الأشعري في جميع المسائل وإنما اشتهروا بالانتساب إليه!
(٢) هكذا في النسختين، وقد جاءت مشكولة في: (ش)، وفيها إشكال.
(٣) هكذا نسبه الذهبي وأن مولده سنة ٢٦٠ هـ وقيل ٧٠ هـ، وقال عنه العلامة، إمام المتكلمين، توفي سنة ٣٢٤ هـ كان على مذهب المعتزلة ثم رجع عنه ورد عليهم. وله مصنفات كثيرة.
انظر: "سير أعلام النبلاء" ١/ ٨٥ - ٩٠، والبداية والنهاية ١١/ ١٨٧.
(٤) انظر: "مقالات الإسلاميين" لأبي الحسن الأشعري ص ٢٢٧ - ٢٤٠.
(٥) انظر: "مقالات الإسلاميين" ص ١٩٥، ٢٣٨.
(٦) انظر: "مقالات الإسلاميين" ص ١٥٧، ٢١٧.
(٧) سبق تخريجه قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>