للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استجاشوا المشركين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذكرنا ذلك في قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: ٥١] (١).

وقوله تعالى: {لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ}، أي بئس ما قدموا من العمل لمعادهم في الآخرة (٢).

وقوله تعالى: {أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ}، محل (أن) رفعٌ، كما تقول: بئس رجلاً زيدٌ، ورفعه كرفع زيد، وفي رفع زيد وجهان: أحدهما: الابتداء، وتكون بئس وما عملت فيه خبره، والثاني: أن يكون خبر ابتداء محذوف، كأنه لما قال: بئس رجلاً، قيل: من هو؟ فقال: زيد، أي هو زيد (٣)، وذهب ابن عباس ومجاهد والحسن إلى أن هذه الآية في المنافقين، والكناية في قوله تعالى: {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ} عائدة إلى المنافقين (٤)، وهذا القول يؤكده ما بعد هذه الآية.

٨١ - قوله تعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ}، إن قلنا: نزلت هذه الآية في المنافقين فالأمر ظاهر، ويجب أن يكون في المنافقين من اليهود؛ لاتصالها بما قبلها، وقبلها في ذكر اليهود لا المشركين، ويكون في هذا جمعًا بين القولين في نزول الآية الأولى، وإن قلنا: إنها


(١) انظر: "تفسير مقاتل" ٦/ ٣٢٠، "بحر العلوم" ١/ ٤٥٣، "تفسير البغوي" ٣/ ٨٤، ٨٥.
(٢) انظر: "بحر العلوم" ١/ ٤٥٣، "تفسير البغوي" ٣/ ٨٥، "زاد المسير" ٢/ ٤٠٧.
(٣) انظر: "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ١٩٩، "زاد المسير" ٢/ ٤٠٧.
(٤) انظر: "تفسير الطبري" ١٠/ ٤٩٨، "بحر العلوم" ١/ ٤٥٣، "تفسير الوسيط" ٢/ ٢١٦، "تفسير البغوي" ٣/ ٨٥، "زاد المسير" / ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>