للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثل هذا قال سعيد بن جبير: كان أهل المدينة يفرضون للصغير على قدره، وللكبير على قدره، وللوسط على قدره، فأمروا بأوسط ما يطعمون (١)، وهذا وسط في الشبع، لا يكون فوق الحاجة ولا دون المغني من الجوع، ويحتمل أن يريد بالأوسط ما هو أوسط في القيمة، لا يكون غاليًا كالسكر وما يغلو ثمنه من المطعومات، ولا يكون خسيس الثمن كالنخالة والذرة. والأوسط على هذا: الحنطة والتمر والزبيب والخبز، وهذا قول الأسود وعبيدة وشريح (٢)، ويحتمل أن يريد الأوسط في الجنس، وهذا كالأوسط في القيمة، قال ابن عباس في رواية عطاء: كل شيء في كتاب الله أوسط فهو أفضل (٣)، فعلى هذا يريد: من خير قوت عيالكم، فلو أنه يطعم عياله الحنطة ويقتاتها, لم يجز له أن يعطي الشعير.

وقوله تعالى: {أَوْ كِسْوَتُهُمْ}، الكسوة في اللغة معناها: اللباس، وهي كل ما يكتسي به (٤)، وأما الذي يجزئ في الكفارة، فهو أقل ما وقع عليه اسم الكسوة: إزار أو رداء أو قميص أو سراويل أو عمامة، ومقنعة، ثوب واحد لكل مسكين، وهو قول ابن عباس، والحسن ومجاهد، وعطاء، وطاوس، وإبراهيم (٥)، ومذهب الشافعي - رضي الله عنه - (٦).


(١) أخرجه بنحوه الطبري ٧/ ٢٢، انظر: "النكت والعيون" ٢/ ٦١، "زاد المسير" ٢/ ٤١٣.
(٢) "تفسير البغوي" ٣/ ٩١، "زاد المسير" ٢/ ٤١٤.
(٣) لم أقف عليه، وانظر: القرطبي ٦/ ٢٧٦.
(٤) "تهذيب اللغة" ٤/ ٣١٣٩ (كسو).
(٥) انظر: الطبري ٧/ ٢٣ - ٢٤، "بحر العلوم" ١/ ٤٥٦، "النكت والعيون" ٢/ ٦١، "زاد المسير" ٢/ ٤١٤.
(٦) "النكت والعيون" ٢/ ٦١، والبغوي ٣/ ٩١، "زاد المسير" ٢/ ٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>