للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالوا - رضي الله عنهم - انتهينا ربنا (١)، وكان عمر - رضي الله عنه - يقول: اللهم بيِّن لنا في الخمر بيانًا شافيًا حتى نزلت هذه الآية فقال: انتهينا انتهينا (٢).

قال ابن الأنباري: بُيِّن تحريم الخمر في قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} إذ كان معناه: فانتهوا (٣).

قال الفراء: ردد علي أعرابي: هل أنت ساكت؟ هل أنت ساكت؟ وهو يريد: سكت (٤)؟.

وقال غيره: إنما جاز في صيغة الاستفهام أن يكون على معنى النهي؛ لأن الله تعالى ذم هذه الأفعال وأظهر قبحها، وإذا ظهر قبح الفعل للمخاطب، ثم استفهم عن تركه، لم يسعه إلا الإقرار بالترك، فكأنه قيل: أتفعله بعد ما قد ظهر من قبحه ما ظهر، فصار المنهي بقوله: (فهل أنتم منتهون) في محل قد عقد عليه ذلك بإقراره، فكان هذا أبلغ في باب النهي من أن لو قيل: انتهوا ولا تشربوا (٥).

ولما ذكر الأمر باجتناب الخمر وما بعدها، أمر بالطاعة فيه وفي غيره من أمر الله عز وجل (٦) فقال:

٩٢ - {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا}، أي: المحارم والمناهي (٧)،


(١) الأثر عن بريدة أخرجه الطبري ٧/ ٣٤، "الوسيط" ٢/ ٢٢٧.
(٢) أخرجه أبو داود (٣٦٧٠) كتاب: الأشربة، باب: في تحريم الخمر، والترمذي (٣٠٤٩) كتاب: التفسير، باب: من سورة المائدة، والطبري ٧/ ٣٣ - ٣٤.
(٣) انظر: "الوسيط" ٢/ ٢٢٧.
(٤) ليس في "معاني القرآن"، "الوسيط" ٢/ ٢٢٧، "زاد المسير" ٢/ ٤١٩.
(٥) "تفسير البغوي" ٣/ ٩٤، "زاد المسير" ٢/ ٤١٩.
(٦) وجه المناسبة للآية وما بعدها.
(٧) "تفسير البغوي" ٣/ ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>