للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما في الأرض، وأنه لا يخفى عليه خافية في أرض ولا في سماء (١)، فهذه أقوالهم باختلاف ألفاظها مع اتفاق معانيها.

والقول الثاني: أن الإشارة في قوله: (ذلك) يعود إلى ما ذكر في هذه السورة من الأنباء والقصص، قال ابن الأنباري: إن الله تعالى خبرَّ في هذه السورة من أخبار الأنبياء وتُبَّاعهم بغيوب كثيرة، وأطع نبيه - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين على أشياء من أحوال المنافقين واليهود كانت مستورة عنهم، مثل قوله تعالى: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ} [المائدة: ٤١] وغير ذلك، فلما دل على غيوب لم تكن تُعلَم قبل نزول السورة قال: (ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض) أي: ذلك الغيب الذي أنبأتكم عن الله تعالى، ويدلكم على أنه يعلم ما في السموات وما في الأرض، وأنه لا يخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه عازبة (٢)، ونحو هذا قال الزجاج، وحكاية قوله يطول، قال: وهذا القول عندي أبين (٣).

٩٩ - قوله تعالى: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ}، لما أنذر الله تعالى في قوله: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الآية، بشدة العقاب، وبشر بالعفو والغفران قال: {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ}، والبلاغ: اسم من التبليغ كالسراح والأداء.

١٠٠ - قوله تعالى: {قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ}، قال بعض أهل المعاني: لما ذكر الله تعالى أن على الرسول البلاغ، بين على لسانه أنه لا يستوي عند الله تعالى الحلال والحرام.

وقال المفسرون: نزلت الآية في الحجاج من المشركين الذين أراد


(١) "زاد المسير" ٢/ ٤٣١.
(٢) "معاني الزجاج" ٢/ ٢١٠، "زاد المسير" ٢/ ٤٣١.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>