للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم تشكوني وتشتمني، منكرًا لذلك عليه ومتعجبا منه (١)، ومثل هذا في المعنى قوله فيما بعد هذه الآية: {ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ}) (٢) [الأنعام: ٢].

٢ - قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ}، قال ابن عباس (٣) والمفسرون: (يعني آدم والخلق من نسله، {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ}، يعني أجل الحياة إلى الموت وأجل الموت إلى البعث وقيام الساعة)، وهو قول الحسن (٤)، وسعيد بن المسيب (٥)، وقتادة (٦)،


(١) أفاد الجمهور أن (ثم) تفيد الإنكار والتوبيخ والاستبعاد والتراخي بين الرتبتين، فهي تفيد الإنكار والتوبيخ على قبح الكفر واستبعاد أن يعدلوا به غيره بعد وضوح آيات قدرته، إذ يبعد من العاقل الناظر بعد إقامة الأدلة اختيار الباطل، ولو كان العطف بالواو لم يلزم ذلك كلزومه بثم.
انظر: "تفسير البغوي" ٣/ ١٢٦، وابن عطية ٥/ ١٢٢، والرازي ١١/ ١٥١، والقرطبى في "تفسيره" ٦/ ٣٨٧، و"البحر" ٤/ ٦٨، و"الدر المصون" ٤/ ٥٢٤.
(٢) لم أقف عليه.
وقال الكرماني في "غرائب التفسير" ١/ ٣٥١: (ثم) تتضمن الإنكار على الكفار والتعجب للمؤمنين، وكذلك قوله: {ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ}) ا. هـ. وقال الزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٤: ({ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ} استبعاد؛ لأن يمتروا فيه بعد ما ثبت أنه محييهم ومميتهم وباعثهم) ا. هـ.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٣/ ٥٧/ أ -بسند جيد- قال: (وروي عن مجاهد والسدي والضحاك وقتادة مثل ذلك) ا. هـ. وهذا هو قول الجمهور، ورجحه ابن عطية ٥/ ١٢٤، والقرطبي في "تفسيره" ٦/ ٣٨٧، وانظر "تفسير الطبري" ٧/ ١٤٦، والسمرقندي ١/ ٤٧٣.
(٤) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٠٣، والطبري في "تفسيره" ٧/ ١٤٦، بسند ضعيف.
(٥) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٧، وابن الجوزي ٣/ ٣.
(٦) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" ١/ ٢/ ٢٠٣، والطبري في "تفسيره" ٧/ ١٤٦، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٤/ ١٢٦٢، من طرق جيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>