للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والضحاك (١)، ومقاتل (٢)، واختيار الزجاج (٣)، ونحو ذلك قال ابن عباس في رواية عطاء: {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا}، قال: يريد: من مولده إلى مماته، {وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ}: يريد: من الممات إلى المبعث، لا يعلم ميقاته أحد سواه.

وقال: وذلك أن الله تعالى قضى لكل نفس أجلين من مولده إلى موته ومن موته إلى مبعثه، فإذا كان الرجل صالحًا واصلًا لرحمه، زاد الله في أجل الحياة من أجل الممات إلى المبعث، وإذا كان غير صالح ولا واصل نقصه الله من أجل الحياة وزاد في [أجل] (٤) المبعث، قال: وذلك قوله تعالى: {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ} (٥) [فاطر: ١١].


(١) أخرجه الطبري ٧/ ١٤٦ بسند لا بأس به.
(٢) "تفسير مقاتل" ١/ ٥٤٩.
(٣) "معاني الزجاج" ٢/ ٢٢٨، واختاره الطبري في "تفسيره" ٧/ ١٤٧، وقال شيخ الإِسلام في "الفتاوى" ١٤/ ٤٨٩: (قوله: {ثُمَّ قَضَى أَجَلًا}: الأجل الأول وهو أجل كل عبد الذي ينقضي به عمره. والأجل المسمى عنده هو أجل القيامة العامة) ا. هـ.
(٤) لفظ: (أجل) ساقط من (أ).
(٥) ذكره الواحدي في "الوسيط" ١/ ٧، والبغوي في "تفسيره" ٣/ ١٢٧، و"الخازن" ٢/ ١١٨، و"البحر المحيط" ٤/ ٧١، وأخرج الطبري في "تفسيره" ٧/ ١٤٧، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٦٢، بسند جيد عنه قال: ({قَضَى أَجَلًا} يعني: أجل الموت، والأجل المسمى: أجل الساعة والوقوف عند الله) ا. هـ. وأخرج الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣١٥ عنه في الآية قال: (هما أجلان: أجل في الدنيا، وأجل في الآخرة، مسمى عنده لا يعلمه إلا هو). قال الحاكم: (حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه) ا. هـ. ووافقه الذهبي في "التلخيص".

<<  <  ج: ص:  >  >>